الاثنين، 25 فبراير 2013

يا مسهرني!!

 

لا أعتقد أن أياً منا لم يتعرض لموعد غرامي جلس يعد الثواني قبل الدقائق له وقلبه يدق كزنبرك الساعه الأوميجا.
هكذا قضي شعب مصر ليلته الماضيه في انتظار حوار الرئيس مع عمرو الليثي، ومن شدة الإثارة بدأ المعارضون في الشتيمه والتأليس حتي قبل أن يبدأ اللقاء وانطلق المؤيدون يفرشون خيالاتنا وروداً ورياحين حول توقعاتهم للقاء المرتقب.
 
بالنسبة لانطباعي عن الحوار:
أولاً لدي احساس وقد يكون احساس خاطيء ربما أن الخطاب تم تأخيره عمداً لأنه في مجمله يختلف عن كل مره تكلم فيها مرسي ويحمل الطابع الجماهيري الباعث علي التهدئة والطمأنه وهي عكس سياسة ال CBC القائمة علي سياسة التوليع والسته شعله مع الفرن. أو ببساطه للاستفاده من الإعلانات خاصة بعدما رأيت أشد وألد من يكرهون مرسي يحدثون حالتهم كل عشر دقائق تقريباً ووجدت معظم الفيسبوكيين سهرانين حياري الليل مع انهم بيكرهوه ويعلمون علي حسب قولهم ان كلامه لا هايودي ولا هايجيب.
 
مرسي يتطور:
تيقنت من أخبار خضوع الرئيس مرسي لدورات مكثفة في التحدث والحوار فهو هذه المرة مختلف تماماً بداية من اختيار لون الكرافته الرسمي بعيداً عن موف غادة ابراهيم وتغييره للساعة ذات المينا السوداء بالساعة الجديدة اللونجين ذات المينا البيضاء تمشياً مع القميص الأبيض، وهكذا علمت أن مرسي وضع قدميه علي أول طريق بروتوكولات المقابلات الرسمية، لا تستهينوا بهذه الأشياء فهي ذات دلاله لكل من يعلم بأصولها.
 
 أنا أعشق الإفيهات وأجيد التقليد ورأيي أن في هذا الحوار التزم مرسي بدرجة كبيره بالحرفية وابتعد عن النبرة العاطفية وقلل من " التاتش" بتاعه الذي اعتاد عليه وعودنا عليه في حواراته السابقه، وتستطيع التأكد من كلامي عندما تبحث علي الفيس فلا تجد هذا الكم الرهيب من القفشات المقتطفه من تصريحاته وحواره ككل مره، كل ما ستجده هو عباره عن هجوم استظرافي من وجهة نظر صاحبها عن مجمل الخطاب علي غرار " مرسي بيقول لكم ( عبوكو كلكوا) " لكن زلاته وسقطات كلامه قلت جداً بشكل ملفت، وسيبذل فريق اعداد باسم يوسف جهداً خارقاً لايجاد مقتطفات يتنقوز باسم عليها وتعمل سوكسيه جامد كما كان يحدث من قبل، هذه المرة مرسي يتحدث كرئيس محترف.
 
نتكلم جد بقي:ايجابيات الحوار:أولاً تحية لعمرو الليثي علي أسئلته المباشرة والموضوعية وأسجل هنا عن الإعلام الذي نذم فيه ليل نهار هو في النهاية صادر عن مجموعة ممن يملكون بلا شك الحرفة وأصول الصنعه، حتي وان كانت أقل من نظيرتها في القنوات ذات الانتشار الاقليمي كالجزيره والعربية والبي بي سي، الا انها تزال وبلا شك أفضل من آداء قنوات التليفيزيون المصري المتخلف بمعني الكلمه، فقط قارن بين الحوار الذي أذيع من قبل علي الفضائية المصرية والذي استفز محمود شعبان مطالباً براجل ليجري الحوار ومع هذا حتي الراجل كان آداؤه ساذجاً وسطحياً ويصيب الكروموسوم 23 في مقتل فيحول المشاهد الي كتله من البلاهه. 
 
لأول مره لا ينكر مرسي انتماؤه لحزب الحرية والعدالة وقال "إنهم جزء من تركيبي النفسي ولكني الان رئيس لكل المصريين" وهذه إجابه متوازنه بدلاً من أن يقر بالجزء الثاني منها فقط، الصراحه حلوه مافيش كلام.

-أقر أنه رئيس كل المصريين ويتحمل مسئولية القرارات وهذه يأخذنا إلي سؤال عن ىليات المحاسبه أيضاً كيف ومتي تكون؟

-  أقر أنه يسعى لدولة القانون وينتقل لإرساء قواعد القانون، وهذه رساله مطمئنه خاصة أن الأحداث الجارية قد تدفع أي رئيس لفرض القوانين الإستثنائية وتكريس سلطة الفرد.

- أعطي ايضاح لأول مره أن الهيئة العامة لرئيس الجمهورية ليس فقط المعينة ولكنها اوسع من ذلك بكثير وهي منفصله عن الحكومه
- ركزت معاه عندما ذكر أن تحسين التشكيل وزيادة عدد المعاونين للهيئة العامة لرئيس الجمهورية هو الهدف وليس اعادة تشكيلها، حتي يرتاح قلب كل عبده مشتاق.
- كان محدداً في حديثه عن نقطه مقلقه لكل من يترقب آليات الانتخابات القادمه علي سبيل المثال ذكر أنه تشاور مع اكثر من 150 متخصص في مجالات القانون والسياسة واتصل بـ 30 من رجال السياسة قبل اصدار قانون الانتخابات، انه بذلك يرد علي اتهامات " سلق" قانون الانتخابات في مجلس الشوري

 في رده علي سؤال محرج لعمرو أن الشعب ينادي بأن " يرحل" قال أن هناك فرق بين التّعبيرعن الرّأي وعن إرادة الشّعب المصريّ وهناك فارق بين كلمة "أرحل" كــ رأى و"أرحل" كــ إرادة شعب والمسافة بينهما كبيرة جدا وهذا يتماشي مع مبدأ التكريس لدولة القانون الذي تحدث عنه آنفاً وأنا متفق معه وإلا لن يمكث يعيش لنا رئيس أبداً أكثر من بضعة شهور أو حتي أسابيع، الا بقي لو سميناه " شحات" أو شحتنا بيه علي باب السيده علشان يعيش.

لم أكن أتصور أن يجلس رئيس مصري ليقول "عندما اخطئ ويتبين لي خطأي ارجع عن هذا الخطأ فورا لان الانسان يخطئ ويصيب واحب الي ان ارجع في خطأي بدلا من الاستمرار فيه" وقد أثبت مرسي عملياً ذلك، والحقيقة أن الرجل أعطاه الله فرصة ذهبية ليعمل تحت وابل من القصف الذي لا يهدأ فلو نجا منه مرسي، سيكتسب خبرات مهوله ومعرفة ليست بالهينة، لعل الله له حكمة فيما يحدث لا ندركها. مرسي يتعلم من أخطاؤه ويتراجع اذا أخطأ وهذه حقيقه. المشكله بس ان الأخطاء فعلاً كثيره.

أخيراً أظهر بعض الحمشنه حين قال "أمضى فى طريقى بقوة عندما أدرك انه الحق، ومصلحة مصر فوق كل اعتبار" وتحدث عن قطع الطرقات وتعطيل المصالح وقال "اجبار الناس علي الخروج من اعمالهم وغلق المحلات بالقوة وتحت تهديد السلاح فهذا لا يعتبر عصيان مدني ولكنه بلطجة نواجهها بكل قوة وحسم" وألمح أن هناك سعي للسيطرة علي ذلك، المصيبه ان أنا إلي الآن لا أري أي أمارات لهذه " الحمشنه" الناس شاربه المر يا ريس، واللي نازل مشوار بعد ترديد دعاء الخروج من المنزل اما يردد دعاء السفر أو يغني " ونزلت وقلت أنا مش راجع"

أخيراً بدأ يذكر بعض الأرقام في المجال الأقتصادي مثل "فى خلال ال3 شهور الماضية تم افتتاح حوالى 119 مصنع من المتعثرين من اصل 400 تنطبق عليهم شروط عودة العمل ضمن 1600 مصنع متوقفين عن العمل .اعتمد 600 مليون جنية لتنمية 68 منطقة عشوائية بالقاهرة. حد الاعفاء الضريبي سيرتفع من 9 الاف جنية الي 12 الف جنية ويعود بالفائدة علي 2.5 مليون اسره. مدن القناة لها اهمية كبيرة عند المصريين واحرص علي حل مشاكلهم. خُصص 400 مليون جنية لمدن القناة لمشروعات التنمية وهذا امر مهم بالنسبه لهم.

قلل كثيراً من توجيه الاتهامات المرسلة عن الطرف الثالث والمؤامرات، وهذا جيد فإما أن يقدم دلائل أو يكتم في قلبه ويستحمل.


سلبيات الحوار:لم يذكر مرسي آليات الفصل بين انتماؤه للحزب وكونه رئيس لكل المصريين، الناس في حاجه لسماع شيء ملموس يطمئنها لصحة هذا الكلام.
رغم حرفية الحوار إلا أنه لا زال يبث رسائل عاطفية غير قابلة للقياس مثل "انصت جيدا واتابع كل كيان الشعب المصري" طب ادينا أماره يا ريس، لاغي الشعب علي الأقل كل فتره وأشركه معك وأعطه الإحساس انك شاري واننا " مع بعض"
 
 في قوله "أرى أن المرحلة الحالية تحتاج إلى تكامل وأنا مسئول عن البلد والشعب المصرى ينتقل الآن نقلة نوعية ونحن نمارس ديمقراطية حقيقية لأول مرة" أتفق معاه لكن حكاية أننا نمارس ديموقراطيه حقيقيه، هذه ليست ديموقراطية، هذه غوغائية رهيبه نهايتها وخيمه، الديموقراطية الحقيقية هي التي تسير وفق أصول وقواعد الرقابه وآلياتها ووضوح الحدود والمسؤوليات، أما ما يحدث الآن فهو دفع شديد إما لانهيار الدولة أو تحولها لديكتاتورية بشعه لن يقوي معها أحد أن ينبس ببنت شفه، الوضع خطير يا ريس وليس بهذه البساطه والحنيه.
 
هناك عباره قالها " انا لا اتردد ولا احب التردد وعندما يتبين لي الحق اطبقه فورا" نصفها الأول أختلف معه، مرسي متردد وأي شخص في مكانه سيفعل ذلك، وأتفق معه في الجزء الثاني، فعلاً حينما ينبؤه أحد اخطئه فهو يطبقه، المشكله أن معظم معارضيه يتصيد له أخطاء اما تافهه مثل البنطلون والفرانكو آراب أو غير منطقيه كفرض نتائج الحوار عليه قبل الجلوس معه وكأنهم يطلبوه في بيت الطاعه، ده حتي السباك اللي بيطلب جملات في بيت الطاعه بيبعت لها ولاد الحلال يهدوا النفوس الأول قبل ما يبهدلها في زنانيري!
حين تكلم عن مشاريع الوادي الجديد وشرق التفريعه وأراضي المستثمرين لم يذكر أرقام أو جدول زمني أو حتي قناه للمتابعه ومعرفة تطور ومراحل تنفيذ هذه المشاريع.
 
أعتذر لكل الذين يبحثون عن شتيمه وسب وتقطيع وأعتذر أيضاً لكل الذين يبحثون عن مديح من عينة " لا فض فوك يا ريس" أو مرسي أخرس الألسنه" فمن هنا ورايح يجب أن نعود أنفسنا علي التحليل المنطقي بغض النظر عن انتماءاتنا ولكل من يريد أن يسلك هذا الطريق أهدي هذه التدوينه.


 

الجمعة، 22 فبراير 2013

أعملها ازاي؟



هل وقفت يوماً أمام عقبة ضخمة تحول بينك وبين هدفك؟ تمنعك من اتخاذ خطوة مهمة؟

هل وقفت حائراً أمام مفترق طرق أو حالة ضبابية تتلمس الطريق وتريد أن تمضي قدماً لكنك لا تعرف كيف تقدم علي ذلك؟
هل انقطع عليك نور السلم فجأة وأنت في منتصف الطريق أو بينما أنت في منتصف الإنجاز؟
هل واتتك الفكرة أو ألح عليك الحلم وصعدت معه أو سعيت للوصول إليه ثم وقفت لتتساءل " أعملها ازاي" أو " أوصل ازاي؟" 

اعلم أنه كلما عظم حلمك وكبر هدفك صعب عليك الوصول وطال عليك الجهد، هذه سنة كونية متواترة يجب أن تعيها جيداً حتي تدرك حجم التحدي وطبيعته.

أولاً يجب عليك تحديد هدفك جيداً وقبل تحديد الهدف احرص علي ترتيب الأولويات في حياتك فأحياناً ننساق وراء هدف نظنه كبيراً وسيحقق لنا السعادة ثم ما تلبث أن تكتشف أنك أخطأت في الحساب والتقدير.
ترتيب الأولويات مهم جداً قبل خوض معركة السعي نحو أي هدف. إننا نسير في هذه الحياة ونحن نحمل فوق ظهورنا سلة ضخمة تبدأ بكرة الدراسة ثم الشهادة والوظيفة ثم الأسرة والأولاد ثم تأمين المستقبل وتتوالي الكرات تباعاً بأحجامها المختلفة لتملأ هذه السلة ونحن نسير بها قدماً فيزيد وزنها وحملها في الوقت الذي تنهك فيه قوانا وينحني فيه ظهرنا وتقل قوتنا علي التحدي.

لذلك عليك الوقوف مع نفسك وتمييز الكرات الزجاجية التي ان كسرت يصعب عليك اصلاحها، وتميز الكرات المطاطية التي تتحمل الصدمات والوقوع ويسهل تعويضها، علي سبيل المثال كرة الأسرة ان كسرت وتفتت فلن تستطيع اصلاحها بينما كرة العمل وهواياتك بل وعلاقاتك الاجتماعية من السهل جداً تعويضها، فيجب عليك أن تدرك كيف تميز ذلك قبل دخول أي تحدي ليسهل عليك اتخاذ القرارات أثناء خوض التحديات.

حدد هدفك:

كثير منا ربما لا يدرك الفرق بين الهدف والأمنية، الأمنية هي رغبة في الحصول علي شيء جميل أو محبب للنفس فقط، لكن الهدف يحتوي الأمنية ويجب أن يكون محدداً وواضحاً وقابل للتقييم والقياس وقابل للتحقيق أيضاً وواقعي أي مرتبط بواقعك ويتسق مع احتياجاتك وأهم شيء أن تحدد له وقتاً زمنياً مناسباً فاذا توافرت فيه هذه الصفات فهو هدف واضح المعالم وغير ذلك فهو أمنية ربما تعيش عمرك كله دون تحقيقها!

مثلاً " حفظ القرآن " هو مجرد أمنية ربما تراود الكثيرمنا، لكن:
سأحفظ القرآن كاملاً عن طريق تقسيمه الي ورد يومي بحفظ خمسة آيات يومياً بعد صلاة الظهر ومراجعتها قبل النوم ثم مراجعة 35 آية بين المغرب والعشاء في نهاية الأسبوع، وبعد وصول الحفظ لخمسة أجزاء يتم مراجعتها قبل النوم بواقع نصف جزء يومياً تزداد الي جزء يومياً عند الوصول لعشرة أجزاء وجزئين عند الوصول لعشرين وثلاثة عند الوصول لختام القرآن، علي أن ينتهي ذلك خلال ثلاث سنوات و 146 يوماً. هذا نستطيع أن نسميه هدفاً، وهو ممكن تحقيقه، أما غير ذلك فهو مجرد أمنية قد تعيش دهراً دون أن تحقق منها ولو جزء صغير.
" أعملها ازاي؟ "
حدد الهدف كالمثال السابق
قم بحصر امكانياتك ومواهبك وركز علي الإمكانيات التي تساعد بقوة في الوصول للهدف، علي سبيل المثال اتقانك للتجويد، امتلاكك لأجهزة اليكترونية أو برامج تسهل لك الاسترجاع وهكذا.
قم بتحديد المشكلات والعقبات التي تحول بينك وبين هدفك، ليس هذا فحسب بل قم بتوقع المشكلات والعقبات التي قد تواجهك مستقبلاً أو تطرأ عليك أثناء السعي لتحقيق هدفك.

قم بتفتيت العقبات والمشكلات. ان من أكبر المعوقات التي تحول بينك وبين تحقيق هدفك هي وقوفك أمام المشكلة وضخامة حجمها ثم يبدأ الانهزام يتسلل إلي نفسك ويتخزن في وعيك أن تخطي هذه المشكلة " مستحيل".
" أفتتها ازاي؟ "
أسهل وأسرع طريقة أن تستعين بصديق، نعم فربما مشكلة تبدو لك كبيرة وعويصة يستطيع صديقك أو معاونك أن يتغلب عليها بمنتهي السهولة فيوفر عليك الوقت والعناء. لكن احذر هنا من شيء غاية في الخطورة فكثير ممن يتحدثون عن الحب والأخوة والصداقة كاذبون، هذا ما علمتني اياه الأيام فأنت للأسف لا تدري من هو عدوك من صديقك فكثير ممن حولك قد يحيطون بك لأنهم يحققون فائدة ما بالقرب منك أو لأنهم يسترقون السمع والرقابة علي أسباب وتطور نجاحك وربما كان بعضهم يقترب منك لعرقلة نجاحك وان أظهر لك الحب والمودة.
لذا يجب عليك أن تدقق في حال من ستستشير أو تستعين به، من يحبك بصدق ويحمل لك مشاعر الأخوة بصدق ستجده لا يقترب منك ولا يهتم بك إلا إذا شعر أنك في ضيق وشدة أو ألم وحزن وساعة الفرح والسرور والنجاح ربما تجده يسعد بك من بعيد ويفرح لفرحك ولا يهتم بالسؤال عن تفاصيل نجاحك أو مقدار ما حصلت من انجاز لكنه سيركز عليك أنت، أنت فقط من تهمه فحزنك حزنه وفرحك سروره وغالباً ما يكون غاية مناه أن يراك سعيداً وراضياً، لا مصلحة يرجوها منك ولا مساعدة يطلبها منك.

أما صنف المنتفعين فعلامتهم أنهم ينفضون عنك وقت الشدة ولا يطلبونك الا لمصلحة وغالباً ما يلحون عليك ليعرفوا تفاصيل نجاحك ودهاليز أخبارك. قليل هم من تستطيع الاعتماد عليهم، لذلك علمتني الحياة أنني حين أجد الأخ الصالح والصديق الصدوق فإن حرصي عليه يكون كحرصي علي روحي سواءاً بسواء. وانت لذيذ ورايق وأكيد حبايبك كتير يا برنس.

قم بتحليل المشكلة فربما كانت تتكون من عدة مشكلات صغيرة يسهل التعامل معها تباعاً حتي تنقضي المشكلة كلها.
أحياناً تكون المشكلة وهماً داخل مخيلتك فقط، أنت من يضخمها وانت من ترهب نفسك بها وأنت من يصنعها، عود نفسك عن التفرقة بين تصورك للمشكلة وحجمها الطبيعي، خاصة فيما يتعلق بالمبالغة في تصور أو تقدير رد فعل الأشخاص المحيطين بنا.
أحياناً يكون العائق بينك وبين أغلي حلم في حياتك أو أجمل هدف تحقيقه يحقق لك السعادة، يكون هذا المانع ليس مشكلة أو عقبة بل علي العكس، قد يكون ما يعيقك عن تحقيق هذا الهدف الأجمل شيء جميل أو شيء تحبه، فقد تكون وظيفتك المرموقة أو ارتباطك بحب الأطعمة الدسمة مثلاً عائقاً بينك وبين اتخاذ القرار اما انك تعمل في مجال يناسب موهبتك أو تبدأ التخلص من الوزن الزائد. لذلك تعود وتشجع علي التضحية بالجميل لتحصل علي الأجمل وتخلي عن المفضول لتحصل علي الأفضل.
قم برسم الخطة

لا تتحرك دون نية ولا تعمل أبداً بلا خطة فالعمل بدون اصلاح النية يضيعه ودون خطة يفشله.

بعد أن تضع خطتك توكل علي الله وتسلح بالعزيمة وتحلي بالصبر، فكثير ما حالت العجلة واعتساف الطريق بيننا وبين تحقيق أهدافنا كاملة غير منقوصة.

الإنسان خلق عجولا يحب العاجلة ويذرون الطريق الطويلة ذات الثمار البعيدة، فكم حالت شهوة عاجلة بيننا وبين النعيم المقيم وكم حال مكسب سريع بيننا وبين الدجاجة التي تبيض ذهباً. الصبر هو سلاح أساسي لتحقيق النجاح، اجعله صديقك ونديمك، صادقه وعش معه فالصبر ضياء (مش أنا يعني، أقصد ضياء للطريق) أو كما قال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم. 

فان حققت هدفك فاحمد الله واشكره علي نعمته تلذذ بطعم الفرحه وتعامل معها كما تتعامل مع الآيس كريم، تناولها بسرعه قبل أن تذوب ثم قف واستعد للهدف التالي. عود نفسك أن تتخلص من غرور الوصول وأن تستعد للتحدي المأمول.

حتي وان لم تصل للهدف، فبمجرد سعيك اليه ستجد في الطريق مئات الثمار واللطائف والفوائد واكتساب الخبرات أو الصداقات، كل خطوة تسعاها نحو الهدف هي مكسب لا يستهان به. يكفيك أنك تحقق شرطاً من شروط العبودية للواحد القهار وهو إعمار الكون.

اذا كنت صاحب هدف وطالب غاية فابتعد عن المثبطين المحبطين الذين يشعون طاقتهم السلبية وينفثون سموم الكسل في نفوس الآخرين. صاحب طالبي الرتب و ذوي الهمم فأنت ان طرت مع الصقور شاهدت أعالي القمم وان صاحبت الضباع ساروا بك بين الرمم. 

اذا كنت صاحب هدف وطالب غاية فيجب أن يكون الحزن لديك سحابة صيف واليأس رفاهية والتردد نقيصة لا يجب أن تنال منك أو من همتك.

ابتلاء أصحاب الهمم فيمن يتعلقون بهم، فيمن يروك نبراساً وقدوة فيمن اذا نظروا اليك اجتهدوا وان اهتدوا بك وصلوا. فيمن ينتظرون أن تحطم لهم صخور الجبل وتبني لهم صروح الأمل. فيمن يشتاق منك إلي كلمة أو يتعطش إلي بسمه. فيمن ينتظر يدك ليعبر وظهرك ليحمل وحنوك ليداوي ويجبر.

أنت سر من أسرار الكون وضعها فيه الخالق جل وعلا فاصدق الله العزم والنية فإن صدق منك العزم وصح التوكل سيسخر لك الكون كاملاً بأسراره ويجعله لك سلماً للوصول إلي هدفك.
انطلق فيد الله ترعاك وقلوب الحائرين إليك تشتاق. إلي اللقاء أراك عند القمة باذن الله لننطلق من جديد.  

السبت، 16 فبراير 2013

لا وقت للحزن


التعب والمعاناه والتضحية أحياناً هي ثمن محتوم الدفع لكل من يبحث عن الحقيقة، وليس شرطاً أن يصل الإنسان اليها وانما يكفيه شرف المحاوله وثواب مكابدة وعورة الطريق إليها وشرف وبهاء مصاحبة الأخيار ممن معه علي الجادة وبجواره علي الصراط، ونور وهجها منجاة من ظلمات الصراط يوم القيامه. فتعبها راحه ومشقتها طمأنينه وغبارها نضاره والفناء فيها وصول وفوز.

أما توضيح الحقيقة فهو للمؤمنين سعاده وللضالين هدي وما الهدي الا بأمر الله. لكن العنت كل العنت يكون في محاولة توضيحها للقلوب الغلف والأعين العمي والآذان الصم. فالمؤمن تمييزه معروف، والضال فهو يسمع ويسأل فاذا عرف فانه يلزم، أما الصنف الآخر فعلامتهم " الكبر" فهؤلاء أعرض عنهم تسلم وتغنم.

ووعد الله حق " وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"

رحلة الطائف بدأت بأمنيه - ومرت بإيذاء وحجاره - وانتهت بحبات من العنب واستنقاذ نفس من النيران وقبلة علي الرأس.

فالنحمل أغلي الأماني وأعزها ولنتحمل الأذي ولننتظر من الله الفضل والمنه.

لا تحزن، إن الله مع الصابرين.

الأحد، 10 فبراير 2013

اطلع بره يا أستاذ



انشغالنا بالجو المشحون حولنا أنسانا أشياءاً غاية في الأهمية، وصرف هممنا عن ما تنصلح به دنيانا وآخرتنا، اعط لنفسك فرصة للتحرر من الفيس بوك قليلاً ستكتشف أن وجودك الفعلي بين الناس وتفكرك في حالك مع الله ومتابعتك لنمو قدراتك الشخصية وتخطيطك علي المدي القصير والبعيد لحياتك أكثر ايجابية وانتاجاً من تواجدك الافتراضي علي الفيس بوك.


لا سيما وقد كثر اللغط والكذب والتحيز والتعصب وأصبحت البذاءة والبغض والعداوة هي السائدة وأصبحنا نتوه مع الكذبة أو الإشاعة ونخوض معها حتي تتقاذفنا أمواجها المتلاطمه حتي لا نكاد نري للحقيقة براً ولا للهدي مرسىاً.

عد لحياتك وتقرب لمولاك وكن بجانب من تحب، اخرج من الصندوق الذي حبسنا أنفسنا فيه جميعاً حتي كاد أن يخنقنا ببلادته.


ماهي آخر مرة خرجت فيها لممارسة الرياضة؟


ماهي آخر مرة ذهبت لزيارة والديك وجلست معهما تسمعهما باهتمام وتتودد إليهما وتشعرهما بالبر والحنان؟ كم مرة حتي اتصلت بهما تليفونياً أو تواصلت معهما بالسكايب؟

متي كانت آخر مرة خصصت فيها وقتاً لزوجتك تستمع إليها وإلي مشاكلها وتساعدها للخروج من أزمة أو للاستمتاع بلحظة ود أو استعادة ذكري جميلة؟ هل أعطيتما الفرصة أساساً لنفسيكما كي يكون لكما ذكرى؟

متي كانت آخر مرة جلست فيها مع ابنتك الصغيرة أو المراهقة تستمع اليها وتنقل لها خبرتك وتدخل إلي عالمها وتتعرف إلي صديقاتها ومدي ملاءمة هذه الصداقات لثوابت بيتك ومبادئك؟


متي كانت آخر مره قمت فيها في جوف الليل أو حتي صليت فيها قبل النوم بنية القيام والتقرب إلي الله وإعمار قبرك أو حجز مكانك مع المؤمنين الموصولين بالله؟ متي كان آخر صيام تطوع تقربت به إلي الله ليباعد بينك وبين جهنم سبعين خريفاً؟

متي كانت آخر مرة عدت فيها مريضاً أو تبعت جنازة؟


متي كانت آخر مرة جلست فيها مع نفسك لتتابع تطور شخصيتك ومراجعتك لنفسك في مواقفك؟ هل وقفت لتنظر وتتفكر فيما يحدث حولك فتتبعت الحقائق وأحطت بها من جميع الجوانب لتخلص إلي رأي أم انك سلمت نفسك بدافع التعصب لتيار بعينه فصرت تؤيده وتناصره ظالماً كان أو مظلوماً؟


متي كانت آخر مره أطعمت فيها جائعاً أو عطفت فيها علي فقير أو واسيت فيها يتيماً؟

متي كانت آخر مرة فتحت فيها المصحف في غير رمضان أو كارثة أو ابتلاء لتعيش مع كلام الله وتتدبر آياته؟


متي كانت آخر مره تصرفت فيها بإيجابية ومن قرارة نفسك دون أن تساق بخبر من هنا أو حدث من هناك؟

متي كنت أنت هو أنت؟


متي تلمست نفسك وتحسست معالمها وتحدثت معها وتأكدت من ملامحها وصدقها وإخلاصها؟


صدقني الإجابات ستكون مفاجئة ومؤلمة، فقد سلمنا نفسنا للتيار واستسلمنا للوسائل السمعية والبصرية وصار غذاء أنفسنا وأرواحنا هو ما يلقي إلينا يومياً من نفايات تماماً كما يعيش الكثير من سكان العالم المتسارع اليوم علي ما يسمي بال " جانك فوود" فأصابت نفوسنا البدانة وأصاب أرواحنا الترهل وعقولنا التصلب وغطي الران علي قلوبنا فصرنا لا نعرف معروفاً ولا ننكر منكراً وأصبحت آفتنا إعجاب كل ذي رأي برأيه واتباع كل ذي هوي لهواه.


هناك لحظة فاصلة يجب أن تنسحب فيها من هذا الصخب وترحم أذنيك وعينيك من هذا التلوث السمعي والبصري وتبحث عن نفسك وتسحبها من هذا الهراء وتتسامح معها وتدرسها وتعيد صياغتها وتؤهلها للتحدي القائم والخطر القادم بعد أن يفيق كل منا ويدرك أننا أمام واجب إعادة بناء وطن وانقاذ أجيال بأكملها سوف تلعننا هذه الأجيال إن لم نقم بهذا الدور اليوم قبل الغد.


أخرج نفسك من إطار الصندوق الضيق الخانق الذي وضعنا أنفسنا فيه جميعاً وصرنا ندور في فلكه ليلنا كنهارنا ويومنا كغدنا فلا أرضاً قطعنا ولا ظهراً أبقينا.

قم الآن وسارع بالإجابة علي الأسئلة المذكورة عاليه، واستنقذ نفسك.


اخرج نفسك خارج أسوار هذا العالم الافتراضي الفوضوي الذي أصبح القول فيه أعلي سهماً من العمل وأصبح تقطيع الأواصر فيه أسهل وأسرع من تفتيت خيوط العنكبوت.


اخرج خارج الصندوق ستجد عالماً بأكمله ينتظرك وثمار عمرك التي تتساقط سهواً.


حين تجد نفسك أبلغها سلامي وأخبرها أن هناك وطن بأكمله في انتظاركما.

الاثنين، 4 فبراير 2013

القياده فن وذوق


كنت اقف كثيراً في سورة النمل عند الآية " وتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ * لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ"

الوقفة الأولي: كيف لاحظ سليمان غياب الهدهد وسط هذا الجيش الجرار من الجن والانس وما سواهما من خلائق؟ هكذا القائد يعرف امكانياته وجنده وقوته وخطته واهدافه، لا يصح ابداً ان يكون... القائد مغيباً لايدري عن شئون الحكم وتفاصيله.

الوقفة الثانية: حين توعد الهدهد بالعذاب لغيابه دون عذر، وهكذا القائد اذا وجد التسيب واللامبالاه بين صفوف جنده، يجب ان يتحلي بالحزم لا سيما وان غياب الهدهد كان علي الملأ وامام الجند فكان الموقف الحازم لسليمان والا انفلتت منه الامور. وهكذا يجب أن يكون القائد الحازم.

الوقفة الثالثة: موقف الهدهد، الجندي الطير الضعيف، " فمكث غير بعيد" يعني اقترب من سليمان ولم يخشاه ولم يهابه رغم علمه بعزمه علي عقابه، موقف نادر وملفت، فالهدهد يعلم حزم وشدة سليمان لكنه يعلم عدله وحكمته أيضاً. الهدهد موقفه قوي لم يقترف اثماً ولم يخطيئ بالعكس لقد كان في قمة الايجابية حين وجد امراً يمس عقيدة الايمان وأمن اقرانه، ذهب ليستطلع الامر ليعود للقيادة بتحليل كامل وواضح.

الوقفة الرابعة: حين كلم الهدهد الجندي الضعيف سليمان اعظم الملوك علي مر العصور قائلاً " أحطت بما لم تحط به" أي قوة تلك؟ بل أي علاقة هذه بين الجندي والقائد؟ لم يخش الجندي ان يخبر قائده أنه يحيط بعلم لا يعلمه قائده، وأي قائد هذا الذي يتفرغ من شئون الحكم ووطئتها ليسمع ل " عسكري" بسيط؟ وانظر مرة اخري الي قوة منطق الهدهد في كلمة " أحطت" فالإحاطه في اللغة هي ان يلم الشخص بكل جوانب الامر عن يقين تام، لا ان يأتي الجندي بمعلومات باهته او غير أكيده عن دسائس واصابع واطراف تالته ورابعه؟

الوقفة الخامسة: في تفاعل سليمان مع المعلومات ومكافأته للهدهد بالمزيد من المهام ثم توجهه لجنوده وقادته لحشد كل القوي للتعامل الفوري مع الموقف ويبادر بأخذ الزمام والاخذ بالأسباب مش يسيب الدنيا تضرب تقلب ويطلع علينا بعد خراب مالطه ببيان او خطاب او تويته.

ومازالت تلك الايات تستوقفني في كل مرة أقرؤها. انها درس رائع في فن القيادة والجندية والادارة والحكم.


مثال رائع لقائد قوي وشعب يدرك حقيقة قضاياه وجند متجرد لتلك القضايا.

وأقف معكم عند قصة ذو القرنين في سورة الكهف:


ذو القرنين وبرواية القرآن هو أحد أعظم وأقوي القادة في التاريخ، يكفي أن الله سبحانه وتعالي وصف قوته وإمكانياته بقوله جل وعلا " إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا "

أتدرون ماذا فعل حين طلب منه اقامة سد يحمي القوم الضعفاء من يأجوج ومأجوج؟


لم يقبل بال...مال بل أشركهم معه في هذا العمل الضخم وحدد لهم دورهم قائلاً " فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ "


لم يكتف بوضع الخطوط العريضة بل حدد لهم بدقة ما سيفعلونه ولم يترك لهم الأمر مبهماً فقال " آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا "

هكذا القائد، يشرك معه الرعية وإلا وقفوا في مقاعد المتفرجين لا تعنيهم القضية ولا يدركون أبعاد الموقف ولا خطورة التحديات.

لم يكن بناء السد مجرد أمنية أو اقتراح أو مسودة مشروع، بل كان خطة عمل واضحة بذل فيها الجهد والعرق والنار والنحاس المنصهر وآلاف القطع الحديدية التي بذل فيها جهد خرافي لتجميعها ثم الغبار والتراب والردم لاخفاء معالمه من الخارج، وحتي زماننا هذا ورغم التقدم العلمي المذهل واستكشاف الفضاء والمجرات، لم نعثر لهذا السد المنيع علي أثر.

تخيلوا لو كان ذو القرنين بني سداً مجرد "سد خانه" لتهدئة القوم المساكين ولم لا وهم " لا يكادون يفقهون قولا" مساكين، نرضيهم بأي وعود والسلام وعندما يأتي يأجوج ومأجوج يفرجها ربنا!!! تخيل لو تعامل ذو القرنين بهذا المنطق؟ أعتقد أن البشرية كانت ستفني عن آخرها.

القائد يا سادة لا يستحق شرف القيادة مالم يشرك معه الرعية ويحدد لهم دورهم بكل دقة، والرعية لن تذعن إلا لرجل يرسم لها طريقها ويحدد لها أهدافها ويوضح لها دورها.