انشغالنا بالجو المشحون حولنا أنسانا أشياءاً غاية في الأهمية، وصرف هممنا عن ما تنصلح به دنيانا وآخرتنا، اعط لنفسك فرصة للتحرر من الفيس بوك قليلاً ستكتشف أن وجودك الفعلي بين الناس وتفكرك في حالك مع الله ومتابعتك لنمو قدراتك الشخصية وتخطيطك علي المدي القصير والبعيد لحياتك أكثر ايجابية وانتاجاً من تواجدك الافتراضي علي الفيس بوك.
لا سيما وقد كثر اللغط والكذب والتحيز والتعصب وأصبحت البذاءة والبغض والعداوة هي السائدة وأصبحنا نتوه مع الكذبة أو الإشاعة ونخوض معها حتي تتقاذفنا أمواجها المتلاطمه حتي لا نكاد نري للحقيقة براً ولا للهدي مرسىاً.
عد لحياتك وتقرب لمولاك وكن بجانب من تحب، اخرج من الصندوق الذي حبسنا أنفسنا فيه جميعاً حتي كاد أن يخنقنا ببلادته.
ماهي آخر مرة خرجت فيها لممارسة الرياضة؟
ماهي آخر مرة ذهبت لزيارة والديك وجلست معهما تسمعهما باهتمام وتتودد إليهما وتشعرهما بالبر والحنان؟ كم مرة حتي اتصلت بهما تليفونياً أو تواصلت معهما بالسكايب؟
متي كانت آخر مرة خصصت فيها وقتاً لزوجتك تستمع إليها وإلي مشاكلها وتساعدها للخروج من أزمة أو للاستمتاع بلحظة ود أو استعادة ذكري جميلة؟ هل أعطيتما الفرصة أساساً لنفسيكما كي يكون لكما ذكرى؟
متي كانت آخر مرة جلست فيها مع ابنتك الصغيرة أو المراهقة تستمع اليها وتنقل لها خبرتك وتدخل إلي عالمها وتتعرف إلي صديقاتها ومدي ملاءمة هذه الصداقات لثوابت بيتك ومبادئك؟
متي كانت آخر مره قمت فيها في جوف الليل أو حتي صليت فيها قبل النوم بنية القيام والتقرب إلي الله وإعمار قبرك أو حجز مكانك مع المؤمنين الموصولين بالله؟ متي كان آخر صيام تطوع تقربت به إلي الله ليباعد بينك وبين جهنم سبعين خريفاً؟
متي كانت آخر مرة عدت فيها مريضاً أو تبعت جنازة؟
متي كانت آخر مرة جلست فيها مع نفسك لتتابع تطور شخصيتك ومراجعتك لنفسك في مواقفك؟ هل وقفت لتنظر وتتفكر فيما يحدث حولك فتتبعت الحقائق وأحطت بها من جميع الجوانب لتخلص إلي رأي أم انك سلمت نفسك بدافع التعصب لتيار بعينه فصرت تؤيده وتناصره ظالماً كان أو مظلوماً؟
متي كانت آخر مره أطعمت فيها جائعاً أو عطفت فيها علي فقير أو واسيت فيها يتيماً؟
متي كانت آخر مرة فتحت فيها المصحف في غير رمضان أو كارثة أو ابتلاء لتعيش مع كلام الله وتتدبر آياته؟
متي كانت آخر مره تصرفت فيها بإيجابية ومن قرارة نفسك دون أن تساق بخبر من هنا أو حدث من هناك؟
متي كنت أنت هو أنت؟
متي تلمست نفسك وتحسست معالمها وتحدثت معها وتأكدت من ملامحها وصدقها وإخلاصها؟
صدقني الإجابات ستكون مفاجئة ومؤلمة، فقد سلمنا نفسنا للتيار واستسلمنا للوسائل السمعية والبصرية وصار غذاء أنفسنا وأرواحنا هو ما يلقي إلينا يومياً من نفايات تماماً كما يعيش الكثير من سكان العالم المتسارع اليوم علي ما يسمي بال " جانك فوود" فأصابت نفوسنا البدانة وأصاب أرواحنا الترهل وعقولنا التصلب وغطي الران علي قلوبنا فصرنا لا نعرف معروفاً ولا ننكر منكراً وأصبحت آفتنا إعجاب كل ذي رأي برأيه واتباع كل ذي هوي لهواه.
هناك لحظة فاصلة يجب أن تنسحب فيها من هذا الصخب وترحم أذنيك وعينيك من هذا التلوث السمعي والبصري وتبحث عن نفسك وتسحبها من هذا الهراء وتتسامح معها وتدرسها وتعيد صياغتها وتؤهلها للتحدي القائم والخطر القادم بعد أن يفيق كل منا ويدرك أننا أمام واجب إعادة بناء وطن وانقاذ أجيال بأكملها سوف تلعننا هذه الأجيال إن لم نقم بهذا الدور اليوم قبل الغد.
أخرج نفسك من إطار الصندوق الضيق الخانق الذي وضعنا أنفسنا فيه جميعاً وصرنا ندور في فلكه ليلنا كنهارنا ويومنا كغدنا فلا أرضاً قطعنا ولا ظهراً أبقينا.
قم الآن وسارع بالإجابة علي الأسئلة المذكورة عاليه، واستنقذ نفسك.
اخرج نفسك خارج أسوار هذا العالم الافتراضي الفوضوي الذي أصبح القول فيه أعلي سهماً من العمل وأصبح تقطيع الأواصر فيه أسهل وأسرع من تفتيت خيوط العنكبوت.
اخرج خارج الصندوق ستجد عالماً بأكمله ينتظرك وثمار عمرك التي تتساقط سهواً.
حين تجد نفسك أبلغها سلامي وأخبرها أن هناك وطن بأكمله في انتظاركما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق