هل وقفت يوماً أمام عقبة ضخمة تحول بينك وبين هدفك؟ تمنعك من اتخاذ خطوة مهمة؟
هل وقفت حائراً أمام مفترق طرق أو حالة ضبابية تتلمس الطريق وتريد أن تمضي قدماً لكنك لا تعرف كيف تقدم علي ذلك؟
هل انقطع عليك نور السلم فجأة وأنت في منتصف الطريق أو بينما أنت في منتصف الإنجاز؟
هل واتتك الفكرة أو ألح عليك الحلم وصعدت معه أو سعيت للوصول إليه ثم وقفت لتتساءل " أعملها ازاي" أو " أوصل ازاي؟"
اعلم أنه كلما عظم حلمك وكبر هدفك صعب عليك الوصول وطال عليك الجهد، هذه سنة كونية متواترة يجب أن تعيها جيداً حتي تدرك حجم التحدي وطبيعته.
أولاً يجب عليك تحديد هدفك جيداً وقبل تحديد الهدف احرص علي ترتيب الأولويات في حياتك فأحياناً ننساق وراء هدف نظنه كبيراً وسيحقق لنا السعادة ثم ما تلبث أن تكتشف أنك أخطأت في الحساب والتقدير.
ترتيب الأولويات مهم جداً قبل خوض معركة السعي نحو أي هدف. إننا نسير في هذه الحياة ونحن نحمل فوق ظهورنا سلة ضخمة تبدأ بكرة الدراسة ثم الشهادة والوظيفة ثم الأسرة والأولاد ثم تأمين المستقبل وتتوالي الكرات تباعاً بأحجامها المختلفة لتملأ هذه السلة ونحن نسير بها قدماً فيزيد وزنها وحملها في الوقت الذي تنهك فيه قوانا وينحني فيه ظهرنا وتقل قوتنا علي التحدي.
لذلك عليك الوقوف مع نفسك وتمييز الكرات الزجاجية التي ان كسرت يصعب عليك اصلاحها، وتميز الكرات المطاطية التي تتحمل الصدمات والوقوع ويسهل تعويضها، علي سبيل المثال كرة الأسرة ان كسرت وتفتت فلن تستطيع اصلاحها بينما كرة العمل وهواياتك بل وعلاقاتك الاجتماعية من السهل جداً تعويضها، فيجب عليك أن تدرك كيف تميز ذلك قبل دخول أي تحدي ليسهل عليك اتخاذ القرارات أثناء خوض التحديات.
حدد هدفك:
كثير منا ربما لا يدرك الفرق بين الهدف والأمنية، الأمنية هي رغبة في الحصول علي شيء جميل أو محبب للنفس فقط، لكن الهدف يحتوي الأمنية ويجب أن يكون محدداً وواضحاً وقابل للتقييم والقياس وقابل للتحقيق أيضاً وواقعي أي مرتبط بواقعك ويتسق مع احتياجاتك وأهم شيء أن تحدد له وقتاً زمنياً مناسباً فاذا توافرت فيه هذه الصفات فهو هدف واضح المعالم وغير ذلك فهو أمنية ربما تعيش عمرك كله دون تحقيقها!
مثلاً " حفظ القرآن " هو مجرد أمنية ربما تراود الكثيرمنا، لكن:
سأحفظ القرآن كاملاً عن طريق تقسيمه الي ورد يومي بحفظ خمسة آيات يومياً بعد صلاة الظهر ومراجعتها قبل النوم ثم مراجعة 35 آية بين المغرب والعشاء في نهاية الأسبوع، وبعد وصول الحفظ لخمسة أجزاء يتم مراجعتها قبل النوم بواقع نصف جزء يومياً تزداد الي جزء يومياً عند الوصول لعشرة أجزاء وجزئين عند الوصول لعشرين وثلاثة عند الوصول لختام القرآن، علي أن ينتهي ذلك خلال ثلاث سنوات و 146 يوماً. هذا نستطيع أن نسميه هدفاً، وهو ممكن تحقيقه، أما غير ذلك فهو مجرد أمنية قد تعيش دهراً دون أن تحقق منها ولو جزء صغير.
" أعملها ازاي؟ "
حدد الهدف كالمثال السابق
حدد الهدف كالمثال السابق
قم بحصر امكانياتك ومواهبك وركز علي الإمكانيات التي تساعد بقوة في الوصول للهدف، علي سبيل المثال اتقانك للتجويد، امتلاكك لأجهزة اليكترونية أو برامج تسهل لك الاسترجاع وهكذا.
قم بتحديد المشكلات والعقبات التي تحول بينك وبين هدفك، ليس هذا فحسب بل قم بتوقع المشكلات والعقبات التي قد تواجهك مستقبلاً أو تطرأ عليك أثناء السعي لتحقيق هدفك.
قم بتفتيت العقبات والمشكلات. ان من أكبر المعوقات التي تحول بينك وبين تحقيق هدفك هي وقوفك أمام المشكلة وضخامة حجمها ثم يبدأ الانهزام يتسلل إلي نفسك ويتخزن في وعيك أن تخطي هذه المشكلة " مستحيل".
" أفتتها ازاي؟ "
أسهل وأسرع طريقة أن تستعين بصديق، نعم فربما مشكلة تبدو لك كبيرة وعويصة يستطيع صديقك أو معاونك أن يتغلب عليها بمنتهي السهولة فيوفر عليك الوقت والعناء. لكن احذر هنا من شيء غاية في الخطورة فكثير ممن يتحدثون عن الحب والأخوة والصداقة كاذبون، هذا ما علمتني اياه الأيام فأنت للأسف لا تدري من هو عدوك من صديقك فكثير ممن حولك قد يحيطون بك لأنهم يحققون فائدة ما بالقرب منك أو لأنهم يسترقون السمع والرقابة علي أسباب وتطور نجاحك وربما كان بعضهم يقترب منك لعرقلة نجاحك وان أظهر لك الحب والمودة.
أسهل وأسرع طريقة أن تستعين بصديق، نعم فربما مشكلة تبدو لك كبيرة وعويصة يستطيع صديقك أو معاونك أن يتغلب عليها بمنتهي السهولة فيوفر عليك الوقت والعناء. لكن احذر هنا من شيء غاية في الخطورة فكثير ممن يتحدثون عن الحب والأخوة والصداقة كاذبون، هذا ما علمتني اياه الأيام فأنت للأسف لا تدري من هو عدوك من صديقك فكثير ممن حولك قد يحيطون بك لأنهم يحققون فائدة ما بالقرب منك أو لأنهم يسترقون السمع والرقابة علي أسباب وتطور نجاحك وربما كان بعضهم يقترب منك لعرقلة نجاحك وان أظهر لك الحب والمودة.
لذا يجب عليك أن تدقق في حال من ستستشير أو تستعين به، من يحبك بصدق ويحمل لك مشاعر الأخوة بصدق ستجده لا يقترب منك ولا يهتم بك إلا إذا شعر أنك في ضيق وشدة أو ألم وحزن وساعة الفرح والسرور والنجاح ربما تجده يسعد بك من بعيد ويفرح لفرحك ولا يهتم بالسؤال عن تفاصيل نجاحك أو مقدار ما حصلت من انجاز لكنه سيركز عليك أنت، أنت فقط من تهمه فحزنك حزنه وفرحك سروره وغالباً ما يكون غاية مناه أن يراك سعيداً وراضياً، لا مصلحة يرجوها منك ولا مساعدة يطلبها منك.
أما صنف المنتفعين فعلامتهم أنهم ينفضون عنك وقت الشدة ولا يطلبونك الا لمصلحة وغالباً ما يلحون عليك ليعرفوا تفاصيل نجاحك ودهاليز أخبارك. قليل هم من تستطيع الاعتماد عليهم، لذلك علمتني الحياة أنني حين أجد الأخ الصالح والصديق الصدوق فإن حرصي عليه يكون كحرصي علي روحي سواءاً بسواء. وانت لذيذ ورايق وأكيد حبايبك كتير يا برنس.
قم بتحليل المشكلة فربما كانت تتكون من عدة مشكلات صغيرة يسهل التعامل معها تباعاً حتي تنقضي المشكلة كلها.
أحياناً تكون المشكلة وهماً داخل مخيلتك فقط، أنت من يضخمها وانت من ترهب نفسك بها وأنت من يصنعها، عود نفسك عن التفرقة بين تصورك للمشكلة وحجمها الطبيعي، خاصة فيما يتعلق بالمبالغة في تصور أو تقدير رد فعل الأشخاص المحيطين بنا.
أحياناً يكون العائق بينك وبين أغلي حلم في حياتك أو أجمل هدف تحقيقه يحقق لك السعادة، يكون هذا المانع ليس مشكلة أو عقبة بل علي العكس، قد يكون ما يعيقك عن تحقيق هذا الهدف الأجمل شيء جميل أو شيء تحبه، فقد تكون وظيفتك المرموقة أو ارتباطك بحب الأطعمة الدسمة مثلاً عائقاً بينك وبين اتخاذ القرار اما انك تعمل في مجال يناسب موهبتك أو تبدأ التخلص من الوزن الزائد. لذلك تعود وتشجع علي التضحية بالجميل لتحصل علي الأجمل وتخلي عن المفضول لتحصل علي الأفضل.
قم برسم الخطة
قم برسم الخطة
لا تتحرك دون نية ولا تعمل أبداً بلا خطة فالعمل بدون اصلاح النية يضيعه ودون خطة يفشله.
بعد أن تضع خطتك توكل علي الله وتسلح بالعزيمة وتحلي بالصبر، فكثير ما حالت العجلة واعتساف الطريق بيننا وبين تحقيق أهدافنا كاملة غير منقوصة.
الإنسان خلق عجولا يحب العاجلة ويذرون الطريق الطويلة ذات الثمار البعيدة، فكم حالت شهوة عاجلة بيننا وبين النعيم المقيم وكم حال مكسب سريع بيننا وبين الدجاجة التي تبيض ذهباً. الصبر هو سلاح أساسي لتحقيق النجاح، اجعله صديقك ونديمك، صادقه وعش معه فالصبر ضياء (مش أنا يعني، أقصد ضياء للطريق) أو كما قال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم.
فان حققت هدفك فاحمد الله واشكره علي نعمته تلذذ بطعم الفرحه وتعامل معها كما تتعامل مع الآيس كريم، تناولها بسرعه قبل أن تذوب ثم قف واستعد للهدف التالي. عود نفسك أن تتخلص من غرور الوصول وأن تستعد للتحدي المأمول.
حتي وان لم تصل للهدف، فبمجرد سعيك اليه ستجد في الطريق مئات الثمار واللطائف والفوائد واكتساب الخبرات أو الصداقات، كل خطوة تسعاها نحو الهدف هي مكسب لا يستهان به. يكفيك أنك تحقق شرطاً من شروط العبودية للواحد القهار وهو إعمار الكون.
اذا كنت صاحب هدف وطالب غاية فابتعد عن المثبطين المحبطين الذين يشعون طاقتهم السلبية وينفثون سموم الكسل في نفوس الآخرين. صاحب طالبي الرتب و ذوي الهمم فأنت ان طرت مع الصقور شاهدت أعالي القمم وان صاحبت الضباع ساروا بك بين الرمم.
اذا كنت صاحب هدف وطالب غاية فيجب أن يكون الحزن لديك سحابة صيف واليأس رفاهية والتردد نقيصة لا يجب أن تنال منك أو من همتك.
ابتلاء أصحاب الهمم فيمن يتعلقون بهم، فيمن يروك نبراساً وقدوة فيمن اذا نظروا اليك اجتهدوا وان اهتدوا بك وصلوا. فيمن ينتظرون أن تحطم لهم صخور الجبل وتبني لهم صروح الأمل. فيمن يشتاق منك إلي كلمة أو يتعطش إلي بسمه. فيمن ينتظر يدك ليعبر وظهرك ليحمل وحنوك ليداوي ويجبر.
أنت سر من أسرار الكون وضعها فيه الخالق جل وعلا فاصدق الله العزم والنية فإن صدق منك العزم وصح التوكل سيسخر لك الكون كاملاً بأسراره ويجعله لك سلماً للوصول إلي هدفك.
انطلق فيد الله ترعاك وقلوب الحائرين إليك تشتاق. إلي اللقاء أراك عند القمة باذن الله لننطلق من جديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق