الجمعة، 14 يونيو 2013

هيا بنا نتمرد !!

عزيزي المتمرد السلمي الشريف
تحية طيبة وبعد،
أكتب إليك وأملي في الله ثم فيك أن تخلصني وشعب مصر من جحيم الإخوان وديكتاتورية مرسي واخفاقهم الرهيب في تدليك مفاصل الدولة.

عزيزي المتمرد السلمي، أنا معك قلباً وقالباً يوم 30/6 وسأناصرك لإزاحة هذا الظلم ولكن اسمح لي يا صديقي المتمرد السلمي أن أسألك كي يطمئن قلبي علي مصر وعلي أهلي ولم لا، فأنت من علمتني معني العزة،أنت من علمتني أن أسأل وأن أستقصي وأن أفكر وألا أنساق مسلوب الإرادة خلف الدعاوي البراقة أو القائد أو الأهل والعشيرة أنت من علمتني أن أرفض أن أكون " خروف ".

وحتي لا أكون خروفاً من فضلك أخبرني، ما هي خطتك ليوم 1/7 حين تسقط الرئيس والدستور ومجلس الشوري والقانون؟ ستأتي لي بمجلس رئاسي مدني مكون من النسر حمدين والبوب ملك التويتر وعمرو موسي المندوب السامي للنظام السابق؟

عزيزي المتمرد السلمي أوليس هؤلاء من فضلوا مصلحتهم علي مصلحة الوطن وأبوا أن يتحدوا من أجل مصر في الانتخابات الرئاسية واختاروا التصارع علي كرسي الحكم مع علمهم أنهم بذلك يقامرون بمصر لتقع في حجر النظام السابق أو حجر العسكري أو تسقط في جحيم الإخوان؟ من الذي أهدي مصر للإخوان علي طبق من ذهب حفر يدوي بتاع بلاده؟! أليس هم؟ حتي في ظل هذه الظروف الرهيبة وتعلق أعين الناس بهم كالغريق المتعلق بالقشه يصرون علي أن يقطعوا التورته وأيديهم ممسكة بالسكين بينما يبتسمون لفلاش الكاميرا ولم تفلحوا أن تجتمعوا علي قلب رجل واحد وبعد أن كنا في يد مرشد واحد هو وأهله وعشيرته سنصبح في يد تلات أربع مرشدين لكل منهم ألتراس وأهله وعشيرته فتقع مصر في مزيد من التمزق والتحزب والتخبط. قديماً قالوا " المركب الي فيها ريسين تغرق" فكيف بسفينة الوطن ودفتها سوف يتلقفها أكثر من ربان وأسطي ومعداوي وشيخ وكل شيخ وله طريقته؟

وبعد أن كنا نقاوم أخونة الدوله سنلهث وراء كل مايسترو لنقاوم " حمدنة وبردعة وبدونة الدولة وعكششتها"

عزيزي المتمرد السلمي أشبعتني حديثاً عن صفقات الإخوان مع العسكر فكيف لي أن أتبعك وأنا أراك تعقد الصفقات مع الشرطة وأمن الدولة والفلول والغرب وغلاة العلمانية والبلطجية فقط من أجل اسقاط الإخوان؟ ستقول لي أنك بذلك تنقذ مصر فماذا ستفعل حين تسقط الإخوان والنظام ثم يأتيك كل هؤلاء ويقولون لك " أين اشيائي يا أدهم" ؟ أين نصيبنا في الكيكة، لن تنتهي الصفقة عند حد ازاحة التيار الاسلامي ببمثله الحالي وهم الاخوان، بل ستضطر إلي عقد المزيد من الصفقات للزج بهم في المعتقلات وتعليق القادة منهم علي أعواد المشانق حتي يخلو لك الطريق كي تنهض بمصر.

هل تعتقد أنه حين تتلوث بهذا العار أنهم سيتركوك تحيا شريفاً؟

صديقي المتمرد السلمي لماذا لم تسلك المسلك الديموقراطي الذي طالما أشبعتني حديثاً عنه وعن كرهك للهمجية والتطرف وجحور الظلام؟ أنت تعيب علي مرسي وأهله وعشيرته انهم لم يستطيعوا التغلب علي مكر الفلول وانسحاب الشرطه ونخر الفاسدين وعصاباتهم في شتي مرافق الدوله، وانا أوافقك، فكيف لي أن اثق بك وأنت لم تستطع تخطي عقبة " الزيت والسكر " ؟؟؟ !!!

ملأت الدنيا صياحاً عن التجارة بالدين وعن المتطرفين والمتأسلمين والاسلام المشوه العنيف الذي لا يمت لديننا السمح الوسطي بصله، فليت شعري أخبرني أين هو اسلامك الوسطي ومنهجه الذي ستاتينا به لتنقذنا من هؤلاء الوحوش المتطرفين؟ هل هو اسلام من يحمل لواء الدفاع عن القبلات والمشاهد الساخنة والرقص والباليه؟

ماذا ستفعل في عصابة الانحلال الذين يقفون بجوارك في تمردك وبعد زوال جحيم الإخوان حتماً سيأتون إليك قائلين " أين أشيائي ؟"

عزيزي المتمرد السلمي هل سأكون في جمهوريتك العادلة التي ستقيمها بعد الخلاص من مصاصي الدماء من الإخوان آمناً علي ديني وعرضي وأهلي؟ أم سأتعرض للاضطهاد وأمنع من دخول معظم المرافق ويتم تعطيل مستقبلي ومنعي من تقلد أي منصب حساس بالدولة أو الجامعه لأنني ملتحي أو لأنني التزم بسنن الإسلام؟ هل سيتم احترام حرية زوجتي وابنتي في ارتداء الزي الاسلامي أو النقاب أم سينهال عليهن إعلامك السلمي الشريف ليل نهار ما بين سخرية وشيطنة وقذف؟ هل سيتم التضييق عليهن في الجامعة والمطارات وسبهن في الشوارع بل وضربهن وايذائهن أحياناً بعد أن زرعت أنت وجيشك الإليكتروني البغضاء في نفوس الناس تجاههن؟

بل هل ستسمح يا عزيزي المتمرد السلمي لشيوخ الاسلام الوسطي (وليس المتطرفين الذين يسألون ممثلات الإغراء وواقعية غرف النوم عن عدد من اعتلوهن فهذه في رأيي مسائل شخصية تخص أصحابها) بل أحدثك عن شيوخ الاسلام الوسطي الذين لطالما تغنيت باعتدالهم وفقههم السمح أمثال الشيخ عمر عبد الكافي ومصطفي حسني وعمرو خالد تلامذة الشيخ الغزالي والباقوري والامام محمد عبده، هل ستسمح لهم باعتلاء المنابر في مصر وتفتح لهم قنواتك أم ستضيق الخناق عليهم فتنفي هذا للخليج وتبعد هذا للبنان أو لندن وتحدد إقامة هذا في بيته؟

عزيزي المتمرد السلمي أوافقك مليون في المية أنه لم يعد لنا كرامة واقتصادنا منهار ومحطات الكهرباء تآكلت ولم تعد قادرة علي خدمة المواطنين والمياه بها مشكله وسد النهضة يهددنا من وراء ذلك كله فماذا ستفعل حين تجلس علي الكرسي في يوم واحد يوليو وتجد كل جمعه أنصار التيار الاسلامي في الشارع يلقون الطوب والمولوتوف ويحاصرون المؤسسات ويعتصمون في مكاتب الوزراء الذين اخترتهم للوقوف ضد " لبرلة " الدوله تماماً كما تفعل أنت الآن وتجد أفواج السياح تلغي حجوزاتها والبورصة تقع وتخسر والديون تتراكم والدولار بيولع والسولار بيشح وبنزين 80 بيتسرق في الهيصة؟ هل ستتركهم كالديكتاتور مصاص الدماء مرسي أم سترسل لهم زوار الفجر؟ ماذا ستفعل حين تتخذ قرار .... أي قرار كان فتجد آلاف المعارضين يملأون الدنيا صراخاً وعويلاً ويملأون الشوارع صخباً وضجيجاً ويغلقون مطالع ومنازل الكباري بالكاوتشوك المحروق ويجعلون حياة المواطن اليومية قطعة من جهنم؟

ماذا ستفعل اذا تابع معارضوك أعضاء مجلسك الرئاسي الموقر لينتقدوا لعبهم باصابعهم في عروة الجاكيته وهفوات لسانهم وعثراتهم ويتتبعون عوراتهم فيسلخوهم سخرية وتحقيراً من شأنهم وأنهم لا يصلحون لتمثيل مصر؟ ماذا لو جاءنا رئيس ليس لديه كاريزما؟ كيف نعيش بلا كاريزما رئاسية تلبسنا العمه ليل نهار وربما تخبرنا يوماً عن مئات الطائرات التي أسقطناها من طائرات العدو ثم نفاجأ أن الصهاينه بينشروا ملابسهم لتجف علي ضفاف القنال؟ ثم تستمر الكاريزما في خداعنا حتي نهتف له وننصبه والياً علي تلة خراب الوطن؟؟!!

يا تري هل ستتدخل السيده الأولي او دعني أكون أكثر دقة واقول سيدات المجلس الرئاسي الأوائل وبناتهن البنات الأوائل في سياسات الدوله فتصبح كل منهن " هانم " جديدة تأمر وتنهي وتسير خلفها رجالات الدولة المستأنسين؟

عزيزي المتمرد السلمي ألهمتني بحديثك عن قوانين الانتخاب الغير عادلة والتزوير المقنع والزيت والسكر فكيف لي أن اثق فيك وقد استحللت أن تحصل علي توقيع عمنا الفاجومي علي 16 استمارة مره واحده؟ واذا كان هذا هو الحال مع الفاجومي فكم استمارة حصلت عليها من عم اسماعيل اللي بيلعب في صوابعه علي الترعه؟ كيف لي أن أثق بك وانت تبدأ حملتك السلمية الشريفة بالتزوير الفج ولعب الحواه؟

علي حد قولك الوطن متضرر من الشاطر وبديع والعريان فكيف يكون حالي وأنا اراك تصطحب عكاشة وسبايدر والزند وناعوت وموردي البلطجية والشيخه ماجده وابناء مبارك في يديك وتتأبط أذرعتهم وأنت تقول لهم " اتفضلوا يا رجاله البيت بيتكم " بدون إحم ولا دستور؟

ألهمتني وانت تتحدث عن مشروع نهضة الإخوان المبهم وطائر النهضة الحزين، فماذا عن مشروعك أنت الملهم وطاووس نهضتك الذي لم أري منه اكثر من استماره ايه فور؟

عزيزي المتمرد السلمي أريد منك أن تجيبني علي اسئلتي دون أن تبدا في سرد عيوب الإخوان وسقطاتهم وفشلهم، أنا يا سيدي موافقك ومنايا أنزل أتمرد معاك....... ممكن تقول لي حضرتك، اين ستأخذني؟ وما هي خطتك المستقبلية وما هي أجوبة أسئلتي؟ كيف ستنهض بمصر هل ستضرب سد النهضة بالإف ستاشر؟ هل ستستخدم الجيش؟ وكيف ستدير الجيش وتقسم جهوده بعد أن يدخل مجدداً في لعبة السياسة سواء بالترشح أو التصويت؟ وكيف سنكون آمنين علي أمن حدودنا وجيشنا يعود لمعترك السياسة الذي أودي بنا للتهلكة في 67؟

ماذا ستفعل في الحد الأدني للأجور والتأمين الصحي ومئات الآلاف من مرضي الوباء الكبدي والسرطان و47 في الماءة من شعبك يعيشون تحت الحد الادني للفقر؟ هل ستطعمهم في الأوبرا أم ستعالجهم برقصات الباليه؟ ام سترسلهم للتأمل في الفروع الجديدة لمعابد بوذا؟

آسف يا عزيزي المتمرد لن أتبعك ولن اساندك حتي أعلم صدقك وجديتك وصحة رؤيتك وأطمئن علي ديني ودنياي ومعاشي ومستقبلي وإلا فأنا ضدك وسأحمي أطلال ما تبقي من الشرعية التي تصالحنا عليها ووقفنا الساعات والساعات وبذلنا لدماء وفقدنا أغلي الشباب حتي نخطط حاراتها ومساراتها، ان لم يكن لديك اجابات فعليك اذاً أن تنظم صفوفك لتخوض المعترك الانتخابي حيث يوجد آليات نتفق عليها وإلا: فمرة أخري فأنا ضدك وسأمنعك من تدمير ما تم بناؤه وان كان هشاً وسأتمسك بمبادئي، فلإن بسطت إلي يدك لتقتلني، ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك، وافوض أمري إلي الله والله بصير بالعباد.

عفواً إن كنت قد أزعجتك بتساؤلاتي فأنت من علمتني أن اسأل وأتحري وأعمل عقلي حتي لا أكون تيساً في قطيع "الخرفان "

السبت، 1 يونيو 2013

وانت عامل ايه؟


وانت عامل ايه؟
تمام الحمد لله.
متأكد انك تمام؟ متأكد انك مستعد؟ متأكد إنك صح؟
كلماتي موجهه لكل عضو في أي تيار إسلامي وبخاصة أولئك الذين يتصدون للدعوة (إن كان هناك من لا يزال يعمل للدعوة ولم تسحبه دوامة السياسة).
كلماتي موجهة للذين يتصدون للسياسة ويخوضون معتركها، سأحدثكم عن قناعتي الخاصة عن النجاح والنصر، فللنجاح أسباب وللنصر أسباب.

تراك وقد أخذت عدتك وبذلت ما في وسعك وشحنت همتك وتصديت لمنافسيك وانبريت تقارعهم الحجة بالحجة والتحدي بالتحدي فهل حملت زادك وأعدت عدتك؟
كنت تنشد " الله غايتنا والقرآن دستورنا والرسول زعيمنا والموت في سبيل الله أسمي أمانينا فهل عملت بحق هذه الكلمات أم أنها لا تزال حبيسة الحناجر؟
الله غايتنا: 
وكيف هي علاقتك بالله؟ هل تقوم إلي الصلاة متي سمعت النداء؟ أم أنك تؤجلها لتلحق بالإمام في تشهده الأخير أو ربما تكون محظوظاً بجماعة ثانية؟ هل تتقرب إليه بالنوافل طمعاً في حبه ورضاه؟ هل تغسل قلبك بأذكار الوظيفة الكبري بانتظام في الصباح والمساء لتقي نفسك من شياطين الإنس والجن؟ وتجدد العهد مع الله وتجدد إيمانك وتكشف حقيقة إخلاصك وتجدد نيتك؟ هل تركت حولك وقوتك ولجأت إلي حول الله وقوته، أم أغراك يسر الحال وعدم الحاجة إلي السؤال واستغنيت بالتمكين وركنت إلي قوة موقفك وضعف أعدائك؟

القرآن دستورنا:
هل تؤدي وردك اليومي وتتفكر فيه أم تسهو عنه لانشغالك في العمل والكدح؟ أو لربما شغلتك أعباء الدعوة؟ أو ربما التنقل بين الاستوديوهات ومقر الحزب والاجتماعات والأنشطة الميدانية؟ 
هل تحافظ علي معينك مما تحفظ؟ أم تتركه يتفلت من عقلك ويبتعد عن قلبك ويتركه خواءاً لا حياة فيه ولا خشوع؟
هل تتعهده بالليل في صلاة الشرف والخلوة فتتدبر آياته وتتفكر في حالك، أم تنام كما ينام الناس كل علي ما يحب؟

 الرسول زعيمنا:
هل حقاً وضعت النبي الحبيب نصب عينيك في قوله وفعله وصفاته؟ هل تتبعت خطواته ونفذت سنته؟
هل تتمسك بصلاة الوتر فلا تتركها لا في حضر ولا سفر؟ أم أنك تتذكرها في ليالي رمضان الموسمية؟ هل تفتتح يومك بصلاة الضحي لتدفع الصدقة عن مفاصل جسدك أم تكتفي بتناول المسكنات للتخفيف من آلام الظهر والمفاصل؟ هل قرأت سيرته؟ هل علمتها لأولادك؟ هل جلست مع زوجتك وأسرتك لتقرأ لهم سيرة الحبيب وتتدارسها معهم؟ هل حملت هم الناس والأمة واحترمت كبيرهم ورحمت صغيرهم أم كنت فظاً غليظ القول مغتراً بقوتك؟

الموت في سبيل الله أسمي أمانينا:
هل فعلاً حدثت نفسك بالغزو والجهاد ونصرة المستضعفين؟ هل سلكت سبيل النصرة بالمال والتعريف بالقضايا والجهاد بالنفس ان تيسر؟ هل أعددت نفسك بالتدريب البدني والرياضي، أم أنك تدخل الجيم فقط ونيتك أن تحصل علي فورمة الساحل؟

ان كنت مقصراً في كل ذلك فحتماً سننزل إلي الدرجات الأدني لنسأل عن المعاصي والإصرار عليها وربما الوقوع في المحظورات أيضاً.

كيف تتحرك بلا زاد؟ كيف تفطم نفسك عن مدد السماء؟

إن سنة الله في الدعوات ونصرتها وفي المعارك وادراتها تقتضي أن تربط نفسك بالله وتخلص لله ويكون توكلك علي الله. بدون ذلك فتحرك واعمل وانت موكل لنفسك وصدقني لن تفلح ولن تنجح في مواجهة منافسيك لأن سنة الله تقتضي أنهم دائماً سيكونون أكثر عدداً وعدة.

سأعيد سؤالي مرة أخري..... وانت عامل ايه؟

الثلاثاء، 28 مايو 2013

أشرف الطريجي


من الشخصيات التي لن أنساها منذ الطفولة " أشرف الطريجي " فلقد كان له أسلوب خاص منذ نعومة أظافره وهو أسلوب " الاستهبال التام أو الموت الزؤام ".

لا زلت أذكره ونحن بين السبع أو الثمان سنوات من العمر ونحن في خضم مبارياتنا الكروية بالكرة الشراب المدكوكة بدقة وهو يقطع الملعب جيئة وذهاباً لا يلوي علي شيء فلا هدفاً أحرز ولا باصة أبقي!!
كان ذلك قبل طغيان التوحش العمراني فكنا نلتقي للعب في ساحات مفتوحه علي الأرض الخصبة، كانت الدنيا هادئة وساكنة إلا من صرخات أشرف التي تمزق وقار هذا الهدوء الكوني، " باصي...باصي.. باصي ياله؟؟؟ وتحت ضغط الزن يضطر الطفل المسكين إلي إعطائه الكرة، فينطلق بها بلا أي خطه ليصطدم بأول لاعب في الفريق المنافس ويطرحه أرضاً ( ماشاء الله كان جته) ثم يصيح في سذاجة مفتعله " فاول " وبكل برود يضع الكره لينفذ هو ضربة الفاول!!! مع ان هو اللي زاقق؟؟!!

وكانت متعة أشرف الوحيدة هي أن يعترض أحد لاعبي الخصم علي تصرفاته، فيحتضن الكره ويقربها من صدره وهو يصيح مبتسماً ايه مش شايفها؟ دي واضحه زي الشمس، ثم يستدير وهو يبتسم ببلاهه ويهز رأسه يميناً ويساراً ويده تمتد لكل من يلاقيه في طريقه علشان " يزغزغه " وهو يصيح "اييييييه ... افهموها بقي ".

في البداية كنا نعترض ونوقف اللعب ويشتد احتجاجنا، لكن أشرف ولا هو هنا، كأننا هواء أو نسيم عليل يداعب وجنتيه الرقيقتين ومشاعره الخلابه، كان يستمع لاعتراضاتنا كأنه يستمع للسيدة أم كلثوم أو العندليب الأسمر.

فبدأنا نهدأ شيئاً فشيئاً، حتي تطور الأمر فكان أحدنا يحرز هدفاً ونجري ويحتضن بعضنا بعضاً، فنجد أشرف الطريجي بكل هدوء يضع الكرة بجوار الحارس ليلعبها ضربة مرمي، والويل كل الويل لمن يعترض منا، يصيح فيه وهو يجري نحوه كالأرنب الرومي مثيراً للغبار " إييييييه، مش جوووون!!" دي واضحه زي الشمس!!

وبدأ اشرف يكسب أرضاً يوماً بعد يوم، حتي تطور الأمر فأصبح يطيح بالكره خارج خطوط التماس فنجده يجري ويصيح منتشياً " جووووووووووووووووووووووون " يا لعيب يا أشرف، يا مجننهم يا أشرف" ثم يذهب لاحضار الكرة من الآوت ويضعها لنا في منتصف الملعب علشان نسنتر؟؟؟!!

ومع الأيام زاد تسامحنا وزاد استهبال أشرف، حتي عقدنا اتفاقاً أن نتركه يفعل ما يشاء ويقرر ما يشاء، علي أن تكون لنا حساباتنا الخاصة، ونتيجتنا الخاصة للمباريات بغض النظر عما يفعله أو يقرره أشرف، حتي لو اضطرنا ذلك لتغيير بعض قوانين الكرة من أجل أن تستمر حياتنا، فقد كنا وقتها أطفالاً ومش متعودين علي لعب العيال ده!!

ظل أشرف يغرد خارج السرب منفرداً، حتي جاء يوم وسكن في حارتنا أحمد الصعيدي، واد دمه حامي ومابيحبش الحال المايل، تعرفنا علي أحمد وضممناه للفريق، ومع أول كره تطلع آوت من قدم أشرف اتجه صائحاً كعادته " جوووووووون " وأتي لنا بالكره لخط السنتر، نظر إلينا أحمد الصعيدي متعجباً وقال " بس دي آوت عاد؟!" فقال له أشرف " انت ايه مابتشوفش؟ دي جوون! ومد يده ليزغزغ أحمد كما كان يفعل معنا، فاذا بنا نسمع طرقعه أسرع من الضوء نصفها علي خد أشرف والنصف الآخر علي رقبته، إنها صفعة الحياة التي أعادت الأمور إلي نصابها وأعلمت أشرف علي يد محضر أن عصر الهبل والسبهلله قد انتهي، وأنه يجب أن تعود قوانين اللعب التي يعرفها البشر إلي أرض الملعب.

ومن يومها تغير أشرف 180 درجة، ومع كل لعبة مشكوك فيها ينظر إلي أحمد مستفهماً في وجل وهو يقول " إيه؟" فيشير له أحمد اشارة بيده إما آوت فيرضي راضخاً أو هدف فيجري وهو يصيح في أدب ولاد مصر الجديده "هيييييييه".

رحم الله أحمد الصعيدي، هو من نبهنا إلي أن الدلع المرء ماينفعش بين الرجاله، أو كما قال باكوس " كان لازم أشرف ياخد غلوه خفيفه زي القهوة.... علشان يدينا الوش الصح"

ستسألني ما علاقة أشرف الطريجي وأحمد الصعيدي بما نحن فيه الآن من أحداث ساخنه؟ سأجيبك، يبقي انت مافهمتنيش، ارجع اقرأ التدوينه من الأول وانت تعرف انها Up to date.

الثلاثاء، 14 مايو 2013

أعطني خبزاً.... وتابلت !



أعلن وزير الزراعة أننا حققنا هذا العام اكتفاءاً ذاتياً من القمح بنسبة 80%. بآليات بسيطة جداً منها اطلاق الحرية للفلاح بزراعة الارض بالقمح بعد ان كان يتم تحديد المساحة المنزرعة بطريقة غير مفهومة وغامضة. زيادة سعر التوريد عن السعر العالمي منها رزق للفلاح (إجمالي ما تم دفعه للفلاحين حتي 9 مايو 2013 هو 26 مليار جنيه) ومنها توفير عملة صعبة بالملايين. اهم نقطة كانت تغيير طريقة التخزين التي كنا نفقد به حوالي خمس الناتج المنزرع!! لان ولاد الدفاس كانوا بيخزنوا البضاعه غلط.


العام القادم من المخطط أن ننتج حوالي 15 مليون طن بزيادة خمسة أطنان عن العام الحالي وبناءاً علي ذلك نحتاج لاستيراد من 20 الي 25% يعني حوالي من أربعة إلي خمسة أطنان. (المصدر: رويترز) نستطيع تقليصها بترشيد الاستهلاك وتقليل الفاقد ومحاربة التهريب للسوق السوداء وزيادة المساحة المنزرعة وكشف ولاد الرفضي الذين يضعون علي الفيران بنزين ويطلقونها في الغيطان تولع علشان يتجوزوا زنوبه.

 تحقيق الاكتفاء الذاتي لم يعد حلماً صعب المنال، واتساءل ماذا لو تحول هذا الهدف الي أولوية قصوي ومشروع وراءه دعم قومي وشعبي؟


رحم الله الشعراوي تذكرت قولته " لا تكون الكلمة من الرأس حتي تكون اللقمة من الفأس"


قمحك في صومعتك، تابلتك في جيبك، سولارك وغازك في مستودعاتك. ناقص بس داخليتك تتقي الله وتحفظ أمنك وان انت تفكر وتبدع وتشتغل بقي.

الأحد، 12 مايو 2013

لم يأت رمضان، بل سنذهب إليه!!


كل عام وأنتم بخير اليوم هو غرة رجب، باقي 60 يوماً علي رمضان.

كل عام ننتظر " رمضان جانا "

 كل عام نفاجأ بدخول رمضان ثم نبدأ في التفكير كيف سنستفيد من بركة وعظمة الثواب في هذا الشهر، وما ان نبدأ في الإجتهاد والدخول في النشاط إلا ونجد الشهر قد انتهي.

ما رأيكم أن نبدأ هذا العام في الاستعداد من الآن لهذا الشهر العظيم؟ ما رأيكم أن نذهب نحن لرمضان بدلاً من أن نفاجأ أن " رمضان جانا" ؟ وللتركيز أقدم لكم جدول بسيط يساعدنا علي التركيز ومتابعة أعمال العبادة والمعاملات خلال الشهر وملحق بالجدول أيضاً روابط توضح فضائل كل عمل من الأعمال الواردة في الجدول. الوصول للجدول خلال هذا الرابط، ثم ابحث عن تنزيل الملف:

يمكننا البدء من الآن في التدرب علي متابعة هذا الجدول لنصل لل " فورمه " قبل نهاية رمضان بإذن الله.

وهذه هي روابط الأعمال الواردة بالجدول

فضل زيارة القبور:

http://www.youtube.com/watch?v=IBe12J9up7E


فضل افطار الصائم:

http://www.youtube.com/watch?v=jggKS143n0s


فضل زيارة المريض:

http://www.youtube.com/watch?v=9cCBnvHU9GY


فضل صلة الرحم:

http://www.youtube.com/watch?v=V4hic6rWtzg

فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

http://www.youtube.com/watch?v=QPfcXJhdI8o


أهمية النية وتصحيحها قبل أي عمل:

http://www.qaradawi.net/news/5237.html

فضل الصدقة:

الصدقة الجارية للأموات:

فضل الصدقة في رمضان:

 فضل حفظ القرآن:

http://www.youtube.com/watch?v=SQF1o9WgfGg



فضل الدعاء:

http://www.youtube.com/watch?v=xnASTl9e8nA


فضل تلاوة القرآن:

http://www.islamweb.net/ramadan/index.php?page=article&id=178229


فضل الذكر:

http://www.youtube.com/watch?v=d6_8zhZizPQ


أذكار الصباح والمساء:

http://www.azkary.com/



فضل قيام الليل وقيام رمضان:

http://www.saaid.net/rasael/67.htm


صلاة النوافل وعددها ووقتها:

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=23374


فضل صلاة الضحي:

http://www.youtube.com/watch?v=61nFcGZv7FY


فضل صلاة الجماعة بالمسجد:

http://www.saaid.net/bahoth/189.htm


فضل بر الوالدين:

http://www.youtube.com/watch?v=w9DKc5WfMMo

شد حيلك، واجتهد، لاعب الكرة المتمرس يحتاج للدخول في معسكر إعداد طويل وشاق حتي يصبح في كامل لياقته البدنية، افتح مصحفك، ابدأ في التودد والتقرب إلي القرآن، تعود عليه، حاول الوصول لختم القرآن قبل رمضان.

مرن نفسك بصيام النوافل، الإثنين والخميس أو الثلاث أيام البيض.

حاول البدء بقيام الليل ولو بركعتين أو أربع قبل النوم أو قبل الفجر. احرص علي الصلاة في جماعة.

اعقد العزم علي أن يكون رمضان القادم هو فرصتك للعتق من النار والإقتراب من الجنة.

إبدأ من الآن وتقرب إلي الله بالنوافل، فإن تقربت اليه بالنوافل أحبك، واذا أحبك الله نلت رضاه ومغفرته وجنته. لا تضيع الفرصة واغتنمها. كل سنة وانتم طيبين. 

السبت، 11 مايو 2013

رصيف نمرة خمسة !!



ليت كل فنان أو سياسي يركز في فنه أو موهبته ويدع الحديث فيما لا يعنيه ولا يدركه، أو علي الأقل يستشير مدير أعماله أو من يفهم فيما يقال وما لا يقال.


الفنان عمرو دياب كان ضيفاً علي أحد البرامج في قناة دبي وبدون مناسبة وفي سقطة غريبة قال أنه لا يفهم أغنيته رصيف نمرة خمسة التي غناها في فيلمه الأشهر "آيس كريم في جليم" !!


الحقيقة أصبت بصدمة ولا شك أن معظم جمهوره وجمهور الكلمة المكتوبة بإبداع قد أصيبوا بصدمة أيضاً. فأغنية رصيف نمرة خمسة هي من أعمق وأجمل ما غني عمرو عبر تاريخه الفني كله، انها أيقونة ولؤلؤة متفردة تماماً كأعمال كوثر مصطفي التي غناها الكينج مثل "ساح يا بداح" و "طفي النور يا بهية" لأحمد فؤاد نجم وألحان حمدي رؤوف و "حلقاتك برجالاتك" وحادي يا بادي وكل أغاني مسرحية الملك هو الملك للمبدع سعد الله ونوس.

" رصيف نمرة خمسة" ؟ انها أغنية ابداعية لم يكتب مدحت العدل قبلها ولا بعدها مثلها!!


ولا أدري لماذا لم يسأل عمرو مدحت العدل أو أي من الزملاء في معني كلمات الأغنية التي أعطت الفيلم روحاً وقيمة أنقذته من سطحيته وفراغه وخفته؟


بلاش، ألم ينبض احساسك ويترك نفسه كالطفل الذي تعلم المشي تواً ويسلم القياد لمطلعها اللبق " رصيف نمرة خمسة والشارع زحام...... وساكت كلامنا ما لاقي كلام


الأغنية تصف باختصار وعمق الشارع المصري بين نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات. وتعبر عن حالة الدهشة التي أصابت المجتمع بعد الانفتاح: تسالي يا خال؟ تدخن يا عم؟ تتوه المعاني في لساني لجام».


ثقافة الزحمة والضوضاء والرغي التي اقتحمت حياتنا وتضيف: "كلاكس التروللي بيسور وداني..... وشحتة المزيّن بياكل وداني"


لتنتقل فجأة بسرعة خاطفة وناعمه إلى بعد اقتصادي سياسي، فيخاطب المغني البسيط أو الذي يبدو بسيطاً «نادي باريس» (المجموعة الدولية لجدولة ديون الدول الفقيرة) قائلاً: «يا نادي باريس.... تعالى حاسبني..... وجدول ديوني..... عشانه وعشاني.


بمفردات بسيطة، تتناول الأغنية أيضاً القسوة الاجتماعية والمظاهر الفارغة والنفاق في آن واحد " وعبد الله رشدي المحامي القدير (ولاحظ عبقرية توزيع اللحن النهاوند في جملة تبجيل المحامي ثم الإنتقال الي مقام صبا في وصف حال بتاع البليله الرقيق، يعني الكلمات واللحن ليست صدفة مطلقاً) ثم يفاجأنا بمقطع: ..... بيرفع قضية في باب الوزير.... على عم فكري بتاع البليلة...... عشان مرة زعّق بصوته الجهير.


ثم تصف هوس الانفتاح والطبقات التي لا تحمل سوي الجري وراء الماده علشان تقب علي وش الدنيا: : " بقالة الأمانة ونصحي السروجي... عاملين لي شركة في مشروع بوتيك....... ونادوا لعبده الفرارجي يشاركهم..... فردّ بألاطة ما احبش شريك"


ثم تتطرّق إلى مآل الحياة في ظل هذا المجتمع الاستهلاكي: " تبزنس تعيش لآخر حياتك.... ولو باعوا فرخة هاتاخد عمولة "


وصولاً إلى مجتمع مشوه قعيد عاجز يملأ شوارعه " أطفال عجايز.... في مهد الطفولة.... وأفلام قديمة وإعلان كاكولا.


ويختم الأغنية بصورة غنية ومحببة لأي شخص عاش في الحارة المصرية وشوارعها الشعبية بوصف حال الشارع الذي يعبر فيه الترام بين أجساد الناس وأقفاص الخضر والفاكهة : ترماي بسنجة في روض الفرج....وأعمار تعدي ليجي الفرج ...... ولا البحر باين لآخره مراسي ......ولا حد راسي منين الفرج ....منين الفرج

ثم يفاجئنا «الهضبة»


بغناء المقطع الأخير من دون أن يذكر كلمة " كاكولا ". لكنّ لم يكن ذلك وليد الصدفة، فقد كرّرها الهضبة مرّتين، مكتفياً بإشارة من يده، في ما بدا انحيازاً أكثر من اللازم لتعاقده الإعلاني مع «بيبسي» المنافس الشرس لكوكا كولا.


و يحكي ساخراً: أيام كنا بنتعلم في الأكاديمية (أكاديمية الفنون) كنت تلاقي ناس بيكتبوا: يا نخلة طالعة نازلة طارحة سنابل قمح، واحنا نقولهم برافو، ثم قررنا نعمل أغنية زيهم، (قاصداً أغنية غير مفهومة). ثم يقترح إطلاق مسابقة على الإنترنت لمن يفهم أغنية " رصيف نمرة خمسة " التي يصفها بأنّها " كانت في الفيلم اللي كنت عامله كده من ييجي عشرين سنة"، وقبل أن يغنيها، «يطمئن» الجمهور إلى أنّه سيغني بعدها أغنية " بصراحة بحبها "


ليه كده يا عمرو؟ ليه كده يا ابن عم والدي؟


لماذا يصر الفنان علي تحطيم أجمل ما قدم، ظننت أن شخصية سيف في الفيلم حينما تخلي عن زميله اليساري نور والفنان البوهيمي زرياب ليقدم " ما يطلبه الجمهور " كان يمثل نفسه، فإذا به يمثل الهضبة في الحقيقة. ليتك ما تكلمت يا عمرو. دع لنا رصيف نمرة خمسة طالما مش عجباك لأني " بصراحة بحبها "


ومع كامل احترامي، اليكم رابط الأغنية العبقرية لكل من لم يراها من الأجيال الحديثة، وكل من لديه حنين من الأجيال القديمة.





الخميس، 9 مايو 2013

حين يشاء الله



المستحيل والصعب واللا معقول يظلون كذلك حتي يشاء الله فيقول لكل ذلك: كن فيكون!! فسبحان الملك القدير!

كم من مستحيل رأيت في حياتك حتي جاء يوم ورأيت ذلك المستحيل يتحقق أمامك وأنت تتعجب من تصريف القدر؟

رجل في أقصي طرف العالم يؤمن أن لهذا الكون إله واحد وأن نبيه ورسوله الخاتم اسمه محمد، علمه أباه ذلك وتعلم أباه ذلك من أجداده، وهذا كل ما يعلمه هذا الرجل الذي يعيش في بقعة بعيدة منعزلة في مجاهل أفريقيا، حيث الإنترنت حلم بعيد المنال، بل جهاز الكومبيوتر نفسه حلم صعب المنال، لا يوجد من يعلمه أو يجيبه عن أسئلته في دينه، بل هو حتي لا يعرف ما فروض هذا الدين وكل ما يحمله في قلبه من كتاب الله هو الفاتحة وقل هو الله أحد!!

كان يقلب بصره في السماء ويتوجه بفطرته إلي خالق الكون ويدعو بدعاء واحد بإخلاص وإلحاح، اللهم يسر لي أو أرسل لي من يعلمني ديني، اللهم دلني بك عليك، اللهم ارزقني شرف أن أكون عبداً لك كما تريد.
كم خنقته العبرة وهو يرثي لحاله فهو لا يدري كيف هي صلاة المسلمين ولا فروض الإسلام، لم يكن يحمل من الإسلام إلا الشهادة بالوحدانية لله وللنبي بالرسالة. ويطلع الله علي حال عبده الباحث عن الحقيقة ويشاء الله ويا عظم المشيئة ويالقدرة الله حين يقول للشيء " كن ".

رجل آخر في الطرف الآخر من العالم يعمل في مجال بيزنس الدواء، يعيش حياته بين الأسفار ويطوف البلدان الراقية ويعيش في المدن الراقية ذات الطابع المتسارع للحياة، مسلم يعلم من دينه ما تصح به عبادته ويؤدي به الفروض ويتقرب الي الله باليسير من النوافل، يلمح الله في قلبه الإخلاص والإنابة فيختاره الله ليهدي به الرجل الآخر الذي يعيش في مجاهل القارة السمراء. في تصريف غريب وفريد للقدر تقرر شركته البدء في مشروع خدمي علي غرار " اتجنن " الذي تنظمه كوكا كولا، تقرر الشركة ارسال فريق لها إلي منطقة نائية فقيرة في إفريقيا لتقديم بعض الخدمات الطبية والتوعية لأهل هذه المناطق ويتم اختياره ضمن فريق العمل لهذه المهمة. يسافر وهو لا يدري ما ينتظره هناك.

وتتجلي مشيئة الله فيلتقي الرجلان الغرض خدمة طبية ومراد الله هداية نفس واستنقاذها من النار!!!!

يلتقيان، يتعرفان، يقول المسلم العالم لصاحبه الذي يعيش علي الفطرة: انت مسلم؟

فيجيبه نعم، لكنني لا أعلم عن الإسلام شيئاً، وهل أنت مسلم؟

• نعم

تعلم كيف تصلي؟

• نعم، وأنت؟

أنا أنتظرك منذ ثلاثون عاماً!!! كنت أدعو الله أن يرسل إلي مسلماً يعلمني ديني وها أنت أتيت، علمني كيف أصلي.

وهنا يبدأ في تعليمه الصلاة عن طريق الشرح بفيديوهات مخصصة للأطفال، يعلمه الوضوء والطهارة والغسل، والآخر يسأل بنهم وشوق عن رمضان وصيامه ويتعلم عن الزكاة والحج.

كلمات بسيطة تعلمها وطار بها فرحاً كطفل يحمل لعبته المفضلة أو قطع الحلوي التي يحبها.

الرجل الأول يحصل علي كنز " لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم" (مثل الرولز رويس والماي باخ علي أيامنا كده)

والرجل الثاني يحصل علي كنز " أفلح إن صدق"



علي فكرة، هذه القصة بتفاصيلها حقيقية ولولا إصرار صاحبها علي عدم الكشف عن هويته لفعلت.

عندما قص علي صديقي هذه القصة تذكرت كم نفس فلتت مني وقد التقيتها في سفر، تذكرت زميل العمل رستم من كازاخستان الذي لا يصوم رمضان، تذكرت كل زملائي الأتراك تقريباً الذين لا يصلون ولا يصومون ويشربون الخمر بل ويأكلون لحم الخنزير بلا أي مبالاه، تذكرت زميلتي الروسية من باشكيريا المتزوجة من مسلم وأخبرتني أنه لا يصلي ولا يصوم وتسألني هل هذا واجب في دينكم؟ كم نفس غارقة مرت علينا مرور الكرام دون أن نكلف أنفسنا عناء استنقاذها من الهلاك؟  

كم من نفس حائرة لا تجد من يأخذ بيدها، وكم من نفس لديها العلم ومصادره وعدة نسخ من القرآن لكن للأسف لا يعملون به ولا له ولا يتجاوز القرآن حناجرهم.

ليتنا نأخذ الإسلام علي بساطته إلي حيز التطبيق ولا ننأي به عن أصله بتعقيد منفر يحيد به عن المعاملة الحسنة ويحيد بنا عن القدوة الحسنة.