ربما يكون سيادة المشير فعلاً عفوياً في نزوله لوسط البلد لشراء البسبوسه أو آداءه لواجب العزاء أيهما أصدق.
لكن التليفيزيون المصري لم يكن عفوياً في تغطيته للحدث بهذه الطريقة الفجه.
لو لم يقم التليفيزيون باستخدام اسلوبه القديم في "نفخ" الحاكم وصاحب السلطه لصار المشير بطلاً قومياً بسبب هذه الثوان ال59 لو تم نشرها علي اليوتيوب. لكن ماذا أقول في غباء الإعلام الحصري؟ أعتقد أن العبقري اللذي تفتق ذهنه عن هذه التغطيه هو نفسه العبقري اللذي أشار علي المخلوع بموقعة الجمل أو خطاب لم أكن أنتوي وانا عاوز أموت فيها.
نفس الطريقه الخبيثه في نفاق الحاكم وتعظيمه وتبجيله وتضخيمه وتأليهه ونقوم "بتزغيطه" الجبروت قسراً حتي ندفعه دفعاً لأن يتكبر ويتجبر ويعتقد أن الوطن ملك له وحده لا شريك له "أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي"
وهذا هو المشروع الأوحد لدي المصريين منذ فجر التاريخ فنحن اللذين صنعنا الفرعون ونفخنا فيه من روحنا حتي تكلم في المهد وقال لنا "أنا ربكم الأعلي" بالغنا في تسمينه بالنفاق والتلميع وإقناعه أنه يمتلك ينابيع الحكمة وأنهار القيادة وشلالات الخبره فقال لنا "ما أريكم إلا ما أري ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد"
وأعود لكم إلي اللقطه، المشير يسير آمناً مطمئناً بلا حراسه وسط شعب نصفه من الجياع وثلثيه تحت خط الفقر وهو بأكمله يعيش الخوف ويتنفس الحيره ويأكله القلق يومياً علي مستقبله ومستقبل أولاده ومستقبل ثورته اللتي رواها بالدماء والعرق ثم هو يسير علي غير هدي ولا هاد في طريق شائكه يعتريها الضباب وتعوي علي جنباتها الذئاب، ورغم ذلك يسارع أفراد هذا الشعب المكلوم بمصافحته والترحيب به والهرولة وراءه بل والإبتسام في وجهه ابتسامة المناشده بالله والرحم والدين ألا يخون الأمانه وألا يضيع هذه الأرواح المعذبه.
وليتك دخلت بيت أحدهم يا سيادة المشير إذاً لأتي لك بأطيب ما في بيته من تحية الضيافه ولربما اقتطع قوت أولاده حتي يقوم مع سيادتك بالواجب. آه ياشعبنا الطيب كم أنت مسالم ومقهور وكم أنت مذلول وشامخ. والله لن يفلح من ينوي أن يضيع هؤلاء فوالله ليقصمنه الله، تباً لكل من يخون هذه القلوب الصافيه، تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش!
إذاً ما الجديد؟
الجديد أن الشعب تعلم ووعي الدرس وقرر التوقف عن المساهمه في مشروع تسمين الديكتاتور وتربية الفرعون البتلو.
الجديد أن الإعلام لم يعد يخدعنا مهما حاول أن يقنعنا بعفوية الموقف وبراءة النيه، فالصحفي اللذي أخذته حماسة الموقف المفاجيء وطالب "بعفويه" وهو مشرئب العنق يكاد يلعق الشاشه ويمص المايك قائلاً " أنا أري أن سيادة المشير بالبدله المدنيه أنسب شخص ليكون رئيساً لمصر"
وقامت الفضائيات في محاوله للتخفيف من رد الفعل لدي الشارع بإذاعة تصريح المجلس أن المشير "لم يكن ينتوي الترشح" للرياسه وأن كلام هذا الصحفي "عريان" من الصحه (ربنا يديله الصحه)، مهلاً يا ساده "كيف أعاودك وهذا أثر فأسك" ألم يصدعنا المخلوع وإعلامه طوال ثلاثين عاماً أنه "لا نية مطلقاً للتوريث"؟ وخرج علينا والدموع تتساقط من أعيننا وهو يخبرنا أنه "لم يكن ينتوي الترشح" وأنه يريد أن يموت ويدفن في أرضها وفي اليوم الثاني أمات ودفن 1000 من خيرة شبابها في ثلاجات المستشفيات؟
عذراً يا ساده وعذراً يا سيادة المشير سامحنا علي ما بدر منا في حقك من سخريه وانتقاد لأن "اللي اتلسع من الزبادي ينفخ في الآيس كريم"
وأعود بكم لهذا الصحفي الأفاق فقد قام قام شاب نشط بكشف تاريخه المشين في توريد العلف والكسب لصغار الديكتاتوريين والفراعنه الأمهات وهذا هو الرابط:
لا تبخل علي نفسك بالضغط عليه أو نسخه وطباعته في المتصفح ومطالعة ما فيه، انه جمال زايده مدير تحرير الأهرام وتاريخ طويل من النفاق والكذب الفج، وهذه ليست غيبه إنما كشف لكل من يتآمر ويضربنا في الظهر ويتعمد إغتيال أحلامنا مع سبق الإصرار والترصد.
الإعلام تأكد لنا فساده، ونحن له بالمرصاد.
يا شعبنا الطيب كن حصيفاً وإياك أن تسمح بتسمين الديكتاتور فسيأت يوم ويأكلك.
حافظ علي نفسك وعليه هو أيضاً وتذكر مبارك في أول سنين حكمه كان شخصاً عادياً وكان يمارس مهام الأمانه اللتي سلمناه إياها، فإذا بالإعلام والكتاب والصحفيين ينسجون حوله الأساطير الخاصه بالضربه الجويه، ويقرظون الشعر في حكمته وبعد نظره ويبنون له بكل مكان المعابد والتماثيل اللتي تخلد انتصاراته علي الهكسوس والآشوريين وأتينا بحشد من أبرز فناني مصر وصنعنا أوبريت تكلف الملايين كي نعطيه حقنة العظمه المغذيه في الوريد ونقول له علي أنغام آلات "النفخ" النحاسيه "اخترناه وبايعناه" ، ليس هذا فحسب بل "واحنا معاه لمشاء الله" وقفت لطيفه في عز عزها وهي ترتدي الحرير والديباج وتضع المانيكير والماكياج وهي تصدح "وقلوب صافيه ياكفر مصيلحه" فإذا بالرجل يتحول لأكبر جبار عرفته مصر علي مر العصور ويذيقنا الذل والهوان والضياع طيلة ثلاثين عاماً.
أيها الإعلام القذر المنبطح في مختلف الأوضاع إنهض وارتد ملابسك "واذا بليتم فاستتروا" ونحن لن نسمح أبداً من الآن فصاعداً بممارسة الفحشاء علناً، فمصر أرض طهر وعفاف.
ويا حكامنا اتقوا الله فالعظمة رداء الله والكبرياء إزاره فمن نازعه فيهما قصمه الله ولا يبالي وما الأكاديميه منكم ببعيد.
كونوا لنا خداماً نجعلكم نحن ملوكاً، اخفضوا لنا الجناح من الرحمه فنخفض لكم خدودنا بساطاً من العرفان، أدوا الأمانه وابذلوا لنا الإخلاص نبذل لكم أرواحنا حصناً وأنفسنا فداءاً.
اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.
إمضاء
مصري يرفض الذل وقرر التوقف عن الإتجار في العلف.