الأربعاء، 20 مارس 2013

وبعدين بقي؟؟


وبعدين بقي؟؟ كالعادة وقعت مرة أخري في فخ تصديق خبر أو مقاله ثم أتريث وأحاول التثبت من المحتوي فأكتشف كم من الزيف أو المغالطات، أتحدث عن مقالة يوسف زيدان التي علق فيها علي خطاب الرئيس مرسي في باكستان وهذا هو رابط تعليق الصحفي يوسف زيدان في المصري اليوم:


وللمطابقة هذا هو نص كلمة الرئيس مرسي:


حقيقة ما جعلني أقرب الي الاقتناع ان زيدان صادق في نقده هو ما أورده علي لسان مرسي عن البيروني أنه اكتشف الدورة الدموية وبالرجوع لكلمة مرسي وجدت أنه قال ذلك فعلاً وأنا أعلم جيداً أن ابن النفيس هو من اكتشف الدورة الدموية الصغري وليس البيروني. وكل ما قاله زيدان عن خطأ مرسي في المعلومات التي أوردها عن البيروني صحيحاً ولا أدري كيف وقع كاتب خطاب مرسي في سقطه تاريخية كهذه. لكن وبتكملة نقد زيدان اكتشفت أنه نفسه قد وقع في الخطأ فأعدت البحث والتحقيق في باقي المعلومات فوجدت الآتي:

إليكم ملحوظات زيدان أولاً:

«ابن الهيثم، يا رئيس مصر، لم يُعلّم الدنيا التشريح حسبما جاء في كلمتك، وإنما برز في الهندسة والبصريات، وليس له إسهام في الطب ولا التشريح، وجابر بن حيّان لم يؤسّس علم الكيمياء كما زعمتَ في كلمتك، فقد كانت الكيمياء معروفة من قبله بقرون عند اليونان و الإسكندرانيين والعرب المسلمين».

حينما بحثت عن عنوان كتاب جورج سارتون الذي استشهد به الرئيس وقال بالنص (كما قال جورج سارتون فى مقدمة كتابه : دراسة فى تاريخ العلم) أري أن زيدان قد تجني علي مرسي في محاولة اثبات أنه أورد الاسم الخاطيء فقال (دراسة في تاريخ العلم) وأن الاسم الحقيقي للكتاب (مقدمة فى دراسة فى تاريخ العلم) وبالبحث عن الكتاب وجدت أنه مؤلف من 6 مجلدات واسمه (تاريخ العلم) والجزء الذي ذكر فيه البيروني كان في الجزء الأول في مقدمة الكتاب. وهذا رابط التسويق للكتاب للتأكد:


لقد جانب زيدان الصواب والرئيس محق، ابن الهيثم كان له باع في التشريح، تشريح العين تحديداً وهذا ما قاده للنبوغ في علم البصريات كفيزيائي، ويمكنكم ايجاد صورة نادره لتشريح العين وضعها ابن الهيثم علي هذا الرابط:


ويمكنكم الرجوع للويكيبيديا أيضاً

بالنسبة لجابر بن حيان فكلنا يعلم أنه فعلاً من أوائل مؤسسي علم الكيمياء، ليس هذا فحسب بل كانت الكيمياء تسمي (علم جابر) أو (صنعة جابر) وقد أورد ابن خلدون هذا في مقدمته فقال : وصفه ابن خلدون في مقدمته وهو بصدد الحديث عن علم الكيمياء فقال: "إمام المدونين فيها جابر بن حيان، حتى إنهم يخصونها به فيسمونها "علم جابر"، وله فيها سبعون رسالة"

وهذا رابط ويكيبيديا للمزيد من المعلومات عن هذا الكيميائي العظيم، ولي ملحوظة أخيره وهي أنه ربما علمت الحضارات والأمم السابقة عن الكيمياء، لكنها قبل عصر جابر كانت عبارة عن خزعبلات مثل تحويل التراب لذهب أو اكتشاف اكسير الحياة وما شابه، لكن أول من أسس علم الكيمياء المعملي فهو بلا شك بن حيان.


وهذا الرابط يحتوي علي معلومات مستفيضه عنه وعن انجازاته


أما عن تعليق زيدان عن ابن خلدون فقد صدمت منه، فالمفترض أن أن دور ابن خلدون كرائد بل كمؤسس لعلم الاجتماع معروف وغير قابل للجدال، ومن منا لا يعرف " مقدمة ابن خلدون" ؟

وهذا سرد وتأكيد ويكيبيديا علي دوره كرائد علم الاجتماع.



بصراحة لا جديد فيما قرأته ليوسف زيدان، انه النقد المتجني المبالغ فيه، بل هو نفسه دخل في مغالطات تاريخية كبيره.

هل تفعل بنا الكراهية والتحيز والتعصب ذلك؟ تشويه الحقائق والتاريخ والماضي والحاضر لإحراج من أعارضه؟

عموماً لقد أعطي يوسف زيدان جمهور الفيس بوك فرصة ذهبية ليقرأ ويبحث ويتبحر في تاريخ روادنا العلماء العظام وبين ليلة وضحاها صرنا جميعاً مؤرخين من العيار التقيل، شكراً يا جو. طب وبعدين يا شباب؟ هل سنظل هكذا؟ نتلقي يومياً كل هذا الكم من الأخبار الفشنك والمقالات الكلتش؟ وبعدين؟؟ وأخرتها؟؟

هناك تعليقان (2):