وحشتوني كلمة قليلة، وربنا ما يحكم علي حد فيكم ويجربها بجد، والاعتذار واجب لكن علي عيني غيابي بهذا الشكل وهذه المدة، لم يمنعني عنكم إلا الظرف القاهر، حتي متابعة ما يدور علي الصفحة لم أستطعه خلال الفترة الماضية، كنت فقط أفتح الرسائل حتي لا يغضب مني الأصدقاء اللذين تكرموا بالسؤال.
باختصار ظروف عملي الجديد ضاغطة ومليئة بالتحديات كبيرة الحجم إلي جانب السفر المتوالي بعيد المسافات بالثمان والتسع ساعات طيران وبتواصل من بلد لبلد دون حتي الفرصة للرجوع لدبي للراحة ولو قليلاً، وهو تحد قبلته بإرادتي وإلي الآن فضل الله سبحانه وتعالي علي كبير سواء بالتيسير أو التوفيق.
ورغم الألم والإرهاق إلا أن النفس راضية ومنشرحة لأني أحقق أهدافي المرسومة من قبولي لهذا التحدي الوظيفي حتي الآن، هدفي الذي أكد من أجله الآن هو أن أعود لمصر يوماً ما لتأسيس الفرع الإقليمي للشركة العالمية التي أقوم بإرساء دعائمها الآن من غرب آسيا مروراً بالخليج وقارة افريقيا، هو حلم صعب وعنيد لكنه ليس بالمستحيل، لدي الأمل الغير قابل للهزيمة لأنه مرهون بالله والله حي لا يموت فأملي لا يموت بإذن الله، ولدي عزيمة لا تلين لأنها مرهونة بحول الله وقوته ومن توكل علي الله فهو حسبه.
الظلام يزداد والحيرة تشتد واليأس يستشري؟ اذاً فقوموا وأوقدوا مصابيح الهدي فو الله لا يزيد الظلام الضوء إلا قوة وسطوعاً وان أشد لحظات الليل حلكة هي التي تسبق بزوغ الفجر. أتحزنون علي الشهداء؟ اذاً فقوموا وأكملوا طريق الإصلاح الذي حرثوه بالدماء، أكملوه أنتم بالعرق.
إن جل ما يطمح اليه عدونا هو أن نلتحف بأثواب اليأس، فمزقوها واحملوا ألف سيف من الأمل.
إن غاية ما يريده المرجفون هو أن ننهزم نفسياً ونرضي بالواقع المر، ألا فقوموا وقوفاً وارفعوا لهامات فان سقطت راية فارفعوا للحرية وجهاد الظلم ألف راية.
في غزوة أحد بينما يقدم أنس بن النضر، نضر الله وجهه علي مواجهة الموت و يكر علي مقاتلي قريش، رأي بعض الصحابة يجلسون باكيين، فسألهم علي ما البكاء؟ فقالوا "قتل رسول الله" وقد سرت الشائعة بذلك، فقال لهم "إذاً قوموا فموتوا علي ما مات عليه"
لا يحزنكم فقدان المخلصين ولا يثبطكم سقوط المقاتلين ولا يفل عزمكم تخاذل المتخاذلين ولا تردي المتردين، ولا تستوحشوا طريق الحق من قلة السالكين. الطاقة بداخلكم، فقط أيقظوها وأيقظوا من حولكم، فالكون يملكه اللذين يسعون للتغيير، أما الآملين والمتمنيين فلا مكان لهم في دروب السالكين ولا نصيب لهم في دموع فرح الفائزين.
تذكروا أن لنا وطن يئن وجراح تنزف، وأمامنا تركة مثقلة وهموم ملبدة وجبال علينا أن ننسفها وصخور علينا أن نحركها لنفتح الطريق لمن بعدنا.
كم من أمة وصلت للحضيض فيسر الله لها رجال ثقات صدقوا الله فصدقهم فانتقلوا بأوطانهم من طوابير التسول الدولي إلي طليعة الأمم.
علوا الهمم تنالوا القمم واياكم والجدل والفرقة فإنها تورث البغضاء وتولد الشحناء وتقطع الأواصر وتفرق بكم السبل فتهونون علي عدوكم وتذهب ريحكم.
أتمني أن تشرق الشمس غداً وأن نري شعاعها الذي نفتقده جميعاً.
شكراً لكل من سأل علي الخاص أو الهاتف أو الفايبر، أدام الله الأخوة والمعروف.سأختم بما ابتدأت به، وحشتوني. وأتمني من الله ألا يجرب أحد منكم معناها الحقيقي.
جري ايه يا ضياء؟ وصلت للآخر ولم تعلق علي ترشيح الشاطر؟
وقلبت الأحزان ولم تفك لنا طلاسم الإخوان؟
ونكأت الجروح دون أن تخبرنا ماذا سيكون مصير أبو الفتوح؟
ذكرتنا بالسبيل دون التطرق لبوسترات أبو اسماعيل؟
حدثتنا عن الأمل ولم تفسر لنا ما يدور حولنا من الهطل؟
حدثتنا عن التفاؤل الأملس دون أن تحدثنا ماذا سيفعل بنا المجلس؟
صدقوني أعيدوا قراءة المقال ستجدوا الإجابة علي السؤال، فإن لم يتضح لكم التحليل فقريباً سأشرح لكم بالتفصيل.
ولو كتب الله لي بقية من العمر فهي لكم، فلا معني لأعمارنا مالم تكن شعاع أمل لليائسين وبسمة رضا للمكروبين. طالما في قلب ينبض سأظل معكم باذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق