الأحد، 15 يناير 2012

أول الحكاية: بن علي هرب.


قبل الحكاية وبدايتها رأيت رؤية جميلة جداً أوردها لكم هنا
للاستبشار بالفرج والنصر باذن الله.

البدايه، 6 يناير 2011:

صبيحة يوم رؤاياي الجميلة هذه نشرت هذا التعليق علي حائطي
الشخصي (لم تكن المدونة أنشأت بعد)

 "رأيت اليوم رؤيا رائعه لم أر مثلها في حياتي إلا مره واحده فقط رأيت السماء تفتح أبوابها بنور عظيم اتجهت نحوه فوراً طائرات كثيفه لقصفه فتلاشت في لحظات ثم رأيت فرحه عارمه وتهليل علي وجوه الناس مع علمهم أنه سيكون هناك معاناه شديده (هذا ماشعرت به) مع ذلك فهم يستبشرون, بعدها استيقظت علي صوت آذان الفجر."
قليل جداً اللذين استبشروا معي بهذه الرؤيا، كان الناس يملؤهم اليأس والإحباط وانعدام الأمل في أي اصلاح من أي نوع فضلاً عن التغيير أما موضوع "الثورة" برمته فكان كانما تنطق بكلمة "أبيحة" لها مدلولات لا أخلاقية صريحة.

14 يناير 2011 "بن علي هرب.....بن علي هرب"

http://www.youtube.com/watch?v=OKKvc4sxwfw

وأنا أشرب شاي المغربية في منفاي الإختياري بدبي إذا بليلي مذيعة قناة الجزيرة تذيع نبأً عاجلاً أن "الرئيس زين العابدين بن علي قد غادر البلاد هارباً" وقع الخبر علي كالصاعقة! وما هي إلا دقائق حتي ظهر الفيديو الشهير للمواطن التونسي اللذي يرتدي الترنج الأبيض ممسكاً بهاتفه الجوال اللذي لم يتوقف عن الرن وهو يصيح بصوت يخلع القلوب " الشعب التونسي الحر.... الشعب التونسي العظيم.....الشعب التونسي مايموتش.....الحرية للتوانسه.... المجد للشهداء" ولم أشعر لا بقلبي ولا بدموعي ولا جلد جسدي بالكامل وهو يقشعر من الرهبة وهو يقول ويردد كالطائر اللذي فر من القفص إلي عنان السماء "بن علي هرب.... بن علي هرب"

يا ألله؟ رئيس عربي يهرب؟ يختفي؟ يفر من شعبه المقهور؟ رئيس عربي ينتهي هكذا؟ بلا رصاصة في القلب أو العنق؟ بلا انقلاب عسكري وإعدام دموي؟ بلا ملك موت يأتيه بعد صراع طويل له ولنا مع السرطان العتيد وكعب داير علي المراكز الطبية العريقة في شتي أنحاء العالم وصورته المتكررة وهو عائد مبتسم إلي المطار وحوله "كل رجال الرئيس" يبتسمون أيضاً لعودة ولي نعمتهم المشفوطة من حجرات أذين وبطين الشعب؟ وهم يهتفون " حتي الموت لا يستطيع أن يقهر ريتشارد؟"
رئيس عربي يهرب؟ ومواطن عربي يهتف في الشارع هكذا؟ بكل حرية؟ دون إعتقال أو صعق بالكهرباء؟ ينادي بالمجد لشعبه المذلول المستباح؟
"الشعب التونسي الحر" ؟ هل هذا ممكن؟ "شعب عربي حر؟ شعب عربي يري نفسه في المرآة في الصباح ويتحسس ملامحة وليس ملامح الرئيس؟ يري أحلامه وأحلام أسرته وليس أطماع الرئيس وأنجاله وشلته؟

هل هذا ممكن؟ شعب عربي يبني لغده ومستقبله ويري أشجار زيتونه تترعرع فتنبت بالدهن وصبغ للآكلين وليس حنظل الذل والقهر اللذي ينبت بالعلقم غصة للشاربين؟
شعب عربي حر؟ يعرف معني الكرامة وحرمة جسده ولصوته ثقل ووزن؟ مواطن عربي يمشي علي تراب بلاده وهو يشعر أنه ملك له ويتمني أن يعيش ويموت ويضحي من أجل حباته؟ وليس يسير عليه وهو يكرهه لأنه تراب الرئيس وارض الرئيس وحرم الرئيس وحماة وحرس الرئيس؟
وجدت نفسي أقول " نعم ممكن، ممكن ان نري الشمس ويكون لنا القدرة علي الحلم. نعم نستطيع أن نتذوق معني الإنتماء ومعني أن يكون لنا وطن.

منذ ذلك اليوم علمت أن لي بلد ووطن وجنسية بعد أن كنت أبحث عن بلد بديل ووطن بديل وجنسية بديله، في هذا اليوم أردت ان أسير أنا أيضاً في شوارع القاهرة لأعلن للدنيا أنا أيضاً أن الشعب المصري حر، الشعب المصري مايموتش، الحرية للمصريين والمجد... للشهداء، صحيح هل يمكن أن يصبح لنا شهداء؟ شهداء من أجل الحرية والكرامة؟ رقت قلوبنا فخراً ونحن نري الأشقاء التوانسة يسيرون معاً وهم يرددون بيت أبي القاسم الشابي " إذا الشعب يوماً أراد الحياة......" وانتشرت في اليومين التاليين لهذا المشهد نكتة سخرنا بها من أنفسنا أو سخر احد بها منا لا ادري وهي أن "الشعب المصري إذا اراد الحياة فاليبحث عنها علي تردد 11235 " لم أضحك للنكتة بل بكيت لها دماً. ولدت وترعرعت ونشات ولم أري ولم أعلم عن شعبي إلا الخضوع التام والمذلة، فهل يستطيع شعبنا المصري أن يحذو حذو تونس؟

صبيحة ليلة هروب بن علي وجدتني أكتب هذه الأبيات للشعب التونسي:
يا شعب تونس الحر جاوبني, ايه هو طعم الحريه؟
ايه شكل الشمس في طلعتها تاني يوم الصبحيه؟
اوصفلي دقة قلبك من الفرحه؟ اوصفلي ازاي لون الصرخه؟
طب قوللي, حلو الاصرار؟ علمني ازاي نبقي كبار.
علمني ازاي افتح صدري لرصاص غدار.
علمني ازاي دمي حيجري...يحضن دمك.
علمني ازاي علمي الخايف يحضن علمك.
اوصفلي ايه يعني كلمة بكره؟ خليني طب ألمس ديل الفكره!
طب قوللي ايه يعني تحدي؟ ادعيلي يوم زيك أرجع بلدي

هروب بن علي فتح طاقات من النور والأمل، ومن المعاناه والألم أيضاً.
بدأت الحكاية بهروب بن علي، وما زالت رؤوس الطغاة تتساقط وما زالت شعوبنا تدفع الدماء ثمناً لحريتها. ولا زالت الحكاية مستمرة، حكاية شعوب تبحث عن حريتها وكرامتها وسط ركام سنوات من القهر والظلم والضياع.


تهانئي القلبية لشعب تونس بذكري ثورته، وربنا معاهم ومعنا نحن أيضاً.

هناك 5 تعليقات:

  1. ((( يا شعب تونس الحر جاوبني, ايه هو طعم الحريه؟
    ايه شكل الشمس في طلعتها تاني يوم الصبحيه؟
    اوصفلي دقة قلبك من الفرحه؟ اوصفلي ازاي لون الصرخه؟
    طب قوللي, حلو الاصرار؟ علمني ازاي نبقي كبار.
    علمني ازاي افتح صدري لرصاص غدار.
    علمني ازاي دمي حيجري...يحضن دمك.
    علمني ازاي علمي الخايف يحضن علمك.
    اوصفلي ايه يعني كلمة بكره؟ خليني طب ألمس ديل الفكره!
    طب قوللي ايه يعني تحدي؟ ادعيلي يوم زيك أرجع بلدي)))
    .
    للاسف ... مازالت هذه التمنيات على شعب تونس موجودة لدينا ... بارك الله فيك وفي قلمك يا ابو ضياء ...

    ردحذف
  2. قلبت علينا المواجع ، زي ما يكون عدي عشرة سنين

    ردحذف
  3. جميله اوي بس عايزين حلم ٢٠١٢ واتوصى لو سمحت :))

    ردحذف
  4. تاني يوم ما بن علي هرب لقيت واحدة صاحبتي بتقول لي
    90 تونسي ماتوا عشان الحرية
    فيها ايه لما 90 مصري يموتوا و انا منهم و نبقى زيهم

    ردحذف
  5. اهو مات مننا الف وشوية ده غير المعوقين ولا زلنا عبيداً

    ردحذف