الحيرة تسيطر علينا جميعاً وعاوزين نفهم، الإمتحان قرب والمنهج صعب وعلشان أنا كمان عاوز أفهم، رأيت أن نراجع منهج الثورة في سين وجيم.
س: هل المجلس قام بحماية الثورة
ج: مبارك كان بمثابة علبة جبن فسدت وعلاها الريم والعفن وصارت تزكم الأنوف، والملايين اللتي خرجت لم تكن لتعود بأي حال من الأحوال إلا ومبارك خارج المشهد، بالنسبة لجمال كل التسريبات حتي من قبل الثورة كانت تقول أن الجيش رافض لسيناريو التوريث، الحكاية وما فيها إن الحسبة كانت بسيطه، رجل منتهي الصلاحية وابن بيلق في الكرسي ومصر كبيره أوي عليه وموجة الغضب جامده فوافق الحق الهوي وبطوبه واحده سقطت عشر عصافير، سقط الرجل العجوز وابنه الفاشل وتم احتواء موجة الغضب الشعبي وردم التواطؤ اللذي حدث مع البلطجية ويصبحوا أبطال أيضاً. ويتم الحفاظ علي النظام وتطويره وإعادة إنتاجه والدنيا تبقي عنب.
س: هل سارت الثورة في المسار الخاطيء؟
ج: أكبر خطأ لن تغفره لنا الأجيال القادمة هو أننا تركنا الميدان يوم 11 فبراير، وآمنا لتسليم السلطه للعسكر اللذين لهم تاريخ طويل في الإنقلاب علي إرادة الشعوب منذ أن درسنا في التربية الوطنية أهداف الثورة السته "تلاته هدم وتلاته إقامه" فاكرينهم؟ تركنا المجرم وأولاده وعصابته دون محاكم ثورية فورية، إنفض الميدان دون تكوين مجلس لقيادة الثورة من الشباب والمفجرين للثورة تسير وراءها الجماهير، استجبنا لدعوات سياسة فرق تسد وتقطعنا إلي فرق فكرية وأحزاب وتيارات وكل من ليس له إتجاه وجه بوصلته لوجهة ما وانفرط العقد ففقدنا ميزة الضغط والتأثير ونحن فعلاً في مرحلة حرجه وفي أضعف حالاتنا.
س: من يقود الثورة المضادة؟
ج: اللذي عين عمر سليمان لينقض علي الثورة، لكننا كنا مازلنا بقوتنا ووحدتنا فانحرق هذا الكارت. اللذي عين أحمد شفيق وساعده علي الفرم والحرق وتهريب الأموال، لكن ربنا كان كريم والأسواني وقعه في شر أعماله وجعله يعلن علي الملأ أنه قتل وانقتل، فطبعاً لم يكن من الطبيعي أن يحكمنا رجل مقتول! وفي وجود الزخم الشعبي طار شفيق هو الآخر. اللذي يقود الثورة المضادة هو من قام بضرب أول سكينه في بطيخة الثورة المتماسكة عن طريق استفتاء التعديلات الدستورية وكده كده سواء قلنا نعم أو لأ كان السيناريو هو هو، لو قلنا نعم يبقي النتيجة مجلس مالوش أي تلاتين لازمة ولو قلنا لأ تكون النتيجة دستور مالوش أي تلاتين لازمه، ومن هنا نشطت اللجنة الإليكترونيه وهات يا تسخين بين أنصار نعم ولأ وطبعاً الخلطه السحرية بتاعة المسلمين والأقباط وغزوة الصناديق وفيديوهات القساوسة والمشايخ لاستقطاب عنصري الأمة وانقسمنا لفرقتين. ووجدت الثورة المضاده الترياق السحري "فرق تسد" قيادة الثورة المضاده هي أول من عضت لحم المصريين ومدت يديها لأول مره علي اللحم المصري بعد ثورة الحرية وفضت إعتصام مارس بالقوة ثم سارعت بأول اختبار حساسية وقالت لنا "نعتقد أن رصيدنا لديكم يسمح" ونحن بهبلنا قلنا "نعم يسمح، ايدك فيها الشفا يا سيد المعلمين" وبعد أن صمت الجميع علي التطاول علي جسد المصري الثائر جربت قيادة الثورة المضادة التطاول علي العرض وكانت حادثة كشف العذرية وقبل أن يهتاج الناس تم إنكار الواقعة ولا زالت قيد البحث والفحص. وبعد أن عدت علي خير وشربناها، بدأ مشروع التصفية المنظمة.
س: أيوه مين يعني اللي بيقود الثورة المضاده؟
ج: بعد كل اللي قلته لك ده؟ انت عبيط ولا إيه؟
من هم الثورة المضادة؟
ج: النظام القديم وأعوانه والمستفيدين منه
ألم يسقط النظام القديم؟
لا طبعاً لم يسقط، لقد سقط مبارك وحلمه في توريث إبنه لكن نظامه لم يسقط، النظام هو فكر وطريقة إدارة وهذا لم يتغير ومستمر للآن.
امن الدولة كما هو بكامل هيئته وأفراده، فقط تم تغيير اسمه. كل مدراء ورؤساء المؤسسات والمصالح الحكومية كما هم، عصابة متفاهمة ومدربة علي تخريب البلد وعرقلة أي محاولة أو بادرة للإصلاح، هذه العصابات ثورة مضادة. كل ضابط شرطة وأسرته واقاربه وكل من كان يستفيد من علاقاته وسطوته هم ثورة مضادة إلا من رحم ربك. كل ضابط جيش كبير وأسرته واقاربه هم ثورة مضادة إلا من رحم ربك. كل موظف مرتشي كان يفتح الدرج وأسرته هم ثورة مضادة. كل رجال الاعمال الفاسدين وأسرهم ثورة مضادة، معظم الفنانين والعاملين بماسبيرو والصحفيين والإعلاميين هم ثورة مضادة إلا من رحم ربك. كل بلطجي شارك في تزوير انتخابات أو قتل أو سحل ثورة مضادة. كل كهل في آخر كهولته وكل عجوز لا يريد وجع الدماغ ولا يريد أن يواجه نفسه أنه كان يعيش ذليلاً بلا كرامة وبلا قيمة وتعود علي التبعية والإنكسار وفقدان النخوة هو ثورة مضادة إلا من رحم ربك. كل طالب أو شاب كان عميلاً لامن الدولة أو عضو في جمعية سوزان أو جمال أو اللجنة الإليكترونية ثورة مضادة بلا استثناء. كل من تلوثت يده بالتعاون مع أمن الدولة يوماً ما وكل من قبل ان يخون زملاؤه في الكلية أو العمل ويكتب فيهم التقارير هو ثورة مضادة حتي ولو انقطعت صلته بامن الدولة. كل مشايخ الأوقاف غير المؤهلين اللذين كانوا يتعاونون مع أمن الدولة أو كل من ينتسبون لاتجاهات اسلامية معينة ولهم تعامل مع أمن الدولة هم ثورة مضادة.كل إنسان في موقف غير أخلاقي أو يفتقر إلي النزاهه أو متخاذل ويريد تغطية موقفه اللا أخلاقي هو ثورة مضادة. كل من رضع من لبن النظام الفاسد ونبت لحمه من الحرام والفساد هو ثورة مضادة.
امن الدولة كما هو بكامل هيئته وأفراده، فقط تم تغيير اسمه. كل مدراء ورؤساء المؤسسات والمصالح الحكومية كما هم، عصابة متفاهمة ومدربة علي تخريب البلد وعرقلة أي محاولة أو بادرة للإصلاح، هذه العصابات ثورة مضادة. كل ضابط شرطة وأسرته واقاربه وكل من كان يستفيد من علاقاته وسطوته هم ثورة مضادة إلا من رحم ربك. كل ضابط جيش كبير وأسرته واقاربه هم ثورة مضادة إلا من رحم ربك. كل موظف مرتشي كان يفتح الدرج وأسرته هم ثورة مضادة. كل رجال الاعمال الفاسدين وأسرهم ثورة مضادة، معظم الفنانين والعاملين بماسبيرو والصحفيين والإعلاميين هم ثورة مضادة إلا من رحم ربك. كل بلطجي شارك في تزوير انتخابات أو قتل أو سحل ثورة مضادة. كل كهل في آخر كهولته وكل عجوز لا يريد وجع الدماغ ولا يريد أن يواجه نفسه أنه كان يعيش ذليلاً بلا كرامة وبلا قيمة وتعود علي التبعية والإنكسار وفقدان النخوة هو ثورة مضادة إلا من رحم ربك. كل طالب أو شاب كان عميلاً لامن الدولة أو عضو في جمعية سوزان أو جمال أو اللجنة الإليكترونية ثورة مضادة بلا استثناء. كل من تلوثت يده بالتعاون مع أمن الدولة يوماً ما وكل من قبل ان يخون زملاؤه في الكلية أو العمل ويكتب فيهم التقارير هو ثورة مضادة حتي ولو انقطعت صلته بامن الدولة. كل مشايخ الأوقاف غير المؤهلين اللذين كانوا يتعاونون مع أمن الدولة أو كل من ينتسبون لاتجاهات اسلامية معينة ولهم تعامل مع أمن الدولة هم ثورة مضادة.كل إنسان في موقف غير أخلاقي أو يفتقر إلي النزاهه أو متخاذل ويريد تغطية موقفه اللا أخلاقي هو ثورة مضادة. كل من رضع من لبن النظام الفاسد ونبت لحمه من الحرام والفساد هو ثورة مضادة.
س: طب ليه الإخوان مع المجلس؟ وليه المجلس مع الإخوان؟ وبماذا تفسر صمت الإخوان عن ممارسات المجلس؟
لا المجلس مع الإخوان ولا الإخوان مع المجلس، المجلس ونظام مبارك وجدوا أنفسهم يواجهون شعباً باكمله ومن المستحيل مواجهة كل هذه القوي، فاتبعوا سياسة فرق تسد. الإخوان هم الفصيل الأكبر خاصة بعد تحالفهم مع السلفيين في بداية الثورة، التيارات الإسلامية عاشت طوال حكم مبارك في إضطهاد وتهميش فوجد المجلس ضالته المنشودة، وهي تحييد هذا المارد النائم وإعطائه مالم يكن يحلم به: الأمان فلا أمن دولة ولا زوار فجر ولا تهم ملفقة، فخدرتهم نشوة السعادة وشعروا أن الثورة فعلاً حققت أهدافها. من جهة أخري زرع النظام الفرقة والعداوة والتراشق بين التيار الإسلامي وباقي القوي الثورية ثم بدأت سياسة أكل الثيران الثلاثة، الكل زي الفل إلا 6 إبريل، واشتغلت وسائل الإعلام واللجنة الإليكترونية علي الثور الأول إتهامات بالعمالة والخيانة والتمويل الخارجي والتفسخ الأخلاقي، إلخ ووقف الجميع يشاهدون في سعادة استبعاد لاعب أساسي من الملعب. ثم جاء دور الثور الثاني، شباب الثورة، ضرب وسحل وفقأ أعين ثم أخيراً كشر المجلس عن أنيابه وخلع القناع وأصبح الرصاص الحي الغادر هو لغته المعتادة في التفاهم، تصفية الشباب المتمرد لعل الباقي يخاف ويجبن ويلزم بيته، فما زاد الشباب إلا تحدي. وبدأ الإعداد للقضاء علي الثور الاخير، الثور السمين القوي " الإخوان" أول مسمار يتم دقه الآن في نعش الإخوان هو ضرب الإسفين بينهم وبين السلفيين والإنتخابات كانت بيئة خصبة لذلك وقبة البرلمان ستكون أشد خصوبة. والقادم أكثر سواداً. وصدام الإخوان مع المجلس قادم لا محالة، إلا إذا رضخ الإخوان واستكانوا وباعوا القضية وباعوا البلد للمجلس ليحافظوا علي بقاء الجماعة ويحموها من الإعتقال والتشريد وزيارات الفجر.
وهل الإخوان سيبيعون القضية؟
من تاريخهم ورصيدهم الماضي، لا أعتقد، لكن من تصرفاتهم وتصريحاتهم الغريبة اللتي أراها هذه الأيام أعتقد أنهم سيبيعون القضية ويسلمون البلد للعسكر علي أساس السماح لهم بالعمل الدعوي والحرية وعدم التضييق علي أمل أن يصلحوا عن طريق الدعوة والتربية، لكن في رأيي أن هذا "في المشمش"فإن الطغيان والجبروت والظلم لا يعرف العهود ولا المواءمات والتاريخ ناصع وواضح لمن يقرأ وكلمة الشهيد عبد القادر عودة فيي جموع الإخوان في مظاهرة قصر عابدين لمناصرة محمد نجيب أيام استيلاء جمال عبد الناصر علي حكم البلاد "انصرفوا مأجورين"خالدة انصرف الإخوان، وبعد خمسة أيام تم القبض علي الشهيد عبد القادر عودة وإعدامه، ثم بدأت المذابح والسلخانات تستقبل الإخوان حتي إعدام الشهيد سيد قطب سنة 1966 ثم النتيجة الطبيعية لانصراف العسكر من الميدان إلي السياسة والسلطة كانت النكسة وانتهاء الكيان العربي وعلو الكيان الصهيوني حتي يومنا هذا.
ولماذا هذا الموقف المتخاذل من الإخوان؟
الأخوان بخبرتهم الطويلة ومصادرهم الخاصة علموا أن السكة السالكة والكسبانه والواضحة والطويلة اللتي تحتاج لتنظيم النفس هي مجلس الشعب، علم الإخوان أن الوقوف في الشوارع وضرب الطوب والكر والفر يبدد الطاقة ويزهق الأرواح وفي النهاية لا شرعية لهذة الممارسات. الشرعية الثورية تطلب توحد ملايين من الشعب وراء المطالب الثورية ماذا وإلا سيتم التعامل معها علي أنها"مطالب فئوية". هرش الإخوان لعبة العسكري لاستدراجهم في صدام مميت في مصيدة محمد محمود، أحس الإخوان أن هناك تشويه ممنهج للقضاء علي قيمة ميدان التحرير ورمزيته وطاقته الثورية الخلابة يقوم بها المجلس العسكري بالتعاون مع كافة اجهزة النظام الساقط، فتركوا ميدان التحرير حتي لا يستهلكوا في هذا الفخ وركزوا في إيجاد صيغة شرعية وتعاملوا مع الموضوع كسباقماراثون ومن يتمرس في سباقات الماراثون يعلم أن لاعب الماراثون يسير بسرعة محسوبة ومنتظمة فلا يستطيع الزيادة والتعسف.مشكلة الثورة ان شبابها في سباق مائة متر حرة ويزيدون في السرعة لبلوغ الهدف لذلك هم والإخوان ليسوا علي نفس الموجة، الإخوان حولوا الثورة إلي "حركة إصلاح" قد تتعايش مع الفساد علي أمل إصلاح الحال علي المدي الطويل، والشباب والثوار يرون التغيير الجذري ويفهمون الثورة علي مفهومها الصحيح وهو هدم الفساد واقتلاعه تماماً والقضاء علي رموزه قبل البدء في البناء.
الإخوان يرون الثوار يعتسفون الطريق والثوار يرون الإخوان يتخلون عنهم في منتصف الطريق.
يعني الإخوان اتصرفوا صح؟
الإخوان كسبوا مقاعد في المجلس، حافظوا علي كيان الجماعة، إبتعدوا عن الصدام لكنهم خسروا الكثير من الشعبية والتقدير وفقدوا كاريزما القيادة. و "ميعوا الثورة" وافقدوها زخمها وتركوا ظهر الثوار مكشوفاً فأصاب منهم النظام الساقط وأعمل فيهم الإنتقام والقتل والتصفية. كان أمام الإخوان فرصة تاريخية لاحتواء باقي القوي السياسية وقيادة العائلة الثورية، كان يمكنهم استخدام تكتيكات أكثر جرأة وأكثر نزاهة لكنهم آثروا مبدا السلامة فسلموا من المجلس مؤقتاً لكنهم لم يسلموا من سخط النخبة وسخط الفيس بوك ولن يسلموا من محكمة التاريخ ولن يسلموا من بطش النظام أيضاً ودورهم قادم لا محالة.
رأيي الشخصي أن المجلس لن يترك الإخوان، هو فقط ينتظر الخلاص من باقي الأصوات المتمردة الثورية وفي اللحظة التي سيشعر أن هذه الاصوات خمدت سيوجه الضربة للإخوان علي الفور.
الإخوان أيضاً يحاولون الخلاص بالبلد من تحت ضرس المجلس العسكري عن طريق القناة الشرعية الوحيدة المتاحة وهي البرلمان، واعتقد من واقع معرفتي بتكتيكات الإخوان أنهم لم ولن يبيعوا ولم يكن في نيتهم الخيانة، لكن الحقيقة الموضوع بهوق منهم، خاصة إنهم مع كل الضغوط المحيطة وصعوبة المأزق الاخلاقي وقع متحدثوهم الرسميون في سقطات إعلامية كانت تصيبني بالدهشة وآخرها تصريح محمود غزلان اللذي أعطي فيه مالا يملك لمن لا يستحق، فلا هو يملك حق ولاية دم الشهداء ولا المجلس يستحق ان نفرط في دماء وارواح ضحايانا وشهداؤنا ونمنحه ملاية الخروج الآمن ليلف بها نفسه بعد أن يسلمنا السلطة.
ما اللذي يجعلك متأكداً من خيانة المجلس العسكري للثورة؟
استسمحك أعكس السؤال، ما اللذي يجعلني أتأكد من عدم خيانته؟
من أول الفيديو اللذي يسير فيه بلطجية موقعة الجمل بين صفوف الشرطة العسكرية وهي الذراع القذرة اللذي قام بمعظم الجرائم، غلي السكوت علي فرم وحرق وثائق أمن الدولة وادلة إتهام قتلة المتظاهرين. لماذا يستفتينا المجلس علي تغيير ثلاث مواد في الدستور ثم يغير 62 مادة؟ وفض اعتصام 9مارس ثم كشف العذرية ثم فض اعتصام أبريل ومايو ويونيو ويوليو في اغسطس كان راحة بسبب رمضان، ثم مارس ثم القيل الجماعي في ماسبيرو في أكتوبر، ثم اصطياد المتظاهريغن في نوفمبر ثم مذابح محمد محمود ثم قنابل الغاز ثم حادثة الإفك والفضيحة المدوية لسحل الفتاة المسكينة وآلاف المعاقين والمصابين. أتذكر مشهد ريتشارد قلب الاسد في فيلم الناصر صلاح الدين وهو يردد في أسي " يدي ملوثة بدماء سبعين من الأسري" ولويز الطاهرة تحاول التخفيف عنه وتهدئته لشدة إحساسه بالذنب، حتي ريتشارد الخمورجي ضميره أنبه، حتي ريتشارد اللي قلبه ميت صعب عليه الدم، لكن الجنرالات لا قلب لهم ولا ضمير، حتي لويز الطاهرة التزمت الصمت إزاء ممارساته.
لماذا لا تكون منصفاً وتذكر إيجابيات المجلس؟
تقصد وثيقة يحي الجمل اللتي لم يطلبها أحد؟ وعندما هاجت القوي السياسية ورفضوها أنكر المجلس صلته بها وضحي بيحيي الجمل علشان هو يعيش؟ أم وثيقة السلمي الفوق دستورية واللتي كشفت عن نية المجلس الحقيقية في التشبث بالسلطة واللتي رفضها حتي الإخوان أنفسهم؟ ولولا شهداء محمد محمود لأصبحت أمراً واقعاً؟ واضطر المجلس تحت الهياج الشعبي لإلغائها والتبرأ منها واضطر للتضحية بالسلمي علشان هو يعيش.
قصدك محاكمة القرن اللتي تحولت إلي مسرحية القرنين؟ المسرحية اللتي وجد المجلس نفسة مضطراً لها بعد الضغط الشعبي الهائل وبعد ستة شهور من قيام الثورة؟ ولعلمك ربنا هايوقع مبارك في شر أعماله وقد يجد المجلس نفسه مضطراً للتضحية بمبارك ونجليه قبل 25 يناير القادم علشان هو يعيش.
ذكرني من فضلك بقرار أو إنجاز إيجابي فعله المجلس بدون ضغط شعبي بمليونيات متكررة أو دون إراقة دماء العشرات؟ باستثناء إلغاء التوقيت الصيفي وإخلاء أرضية ملعب استاد المحلة من الجمهور بعد هدف جدو اللذي مزق الشباك؟
هل أذكرك بالكذب والتدليس وقلب الحقائق و"احنا ماعندناش قناصة" "إحنا ماكشفناش عذرية" "ماعندناش رصاص حي" "ماعندناش غاز" "ماعندناش خرطوش"
الشارع يغلي وكلنا لا نزال نعاني من الصدمة بعد رؤية بناتنا تسحل وتهان وتضرب بقسوة وشبابنا يضرب بالرصاص وبدلاً من أن يستدعي الجنرالات الضباط المسؤولين عن ذلك للتحقيق معهم يستدعي رموز ثورتنا ونشطائها للتحقيق معهم في أحداث مجلس الوزراء؟ حدث هذا طبعاً بعد التشويه الممنهج والمركز للثوار ورموز الثورة.
طب انت شايف ايه؟
أنا أري أن المجلس العسكري أساء تقدير موقف الثورة ونحن أيضاً، المجلس تصور أن مبارك خراج في نافوخ الشعب وأن بمجرد فتح هذا الخراج سيستريح الشعب ويعود للجري وراء لقمة العيش ويستكين ففوجيء بجيل الشباب الجديد اللذي يريد التغيير الجذري الكلي لتتساوي مصر بسائر البلدان الحرة في العالم الأول، فقام كما قلت باتباع سياسة فرق تسد فبدأ ب 6 إبريل ضرب وتشويه ولجان إليكترونية وتهم واستعان بالإسلاميين للضرب والتشويه فانطلقوا كالسذج إما بعدم وعي أو بتعاون مباشر مع أمن الدولة اللذي يجند عدد ليس بالقليل ممن ينتمون للتيار السلفي إسماً والسلف منهم براء. ثم تصفية ثوار الأقباط ونحن كالسذج قلنا أحسن يستاهلوا ماهم متفرعنين فيها وفاردين سدرهم علي الآخر، هل تستطيع تبرير إغتيال الناشط الوطني الحر مينا دانيال وغيره من ثوار الأقباط في ماسبيرو بينما فلوباتير اللي ولع الدنيا زي الفل لم يمسه أحد؟ الإجابة أن مينا دانيال كان هو المقصود والتار البايت كان معه ومع الثوار وليس مع فلوباتير، تذكرت مينا دانيال حين رأيت الشيخ عماد عفت تغتاله يد الغدر برصاص القناصة، التزمنا الصمت علي إغتيال مينا دانيال القبطي فاغتالوا شيخنا الجليل عماد عفت وغداً أنا وحضرتك.
ثم جاء دور المنظمات الحقوقية، عارف ليه حضرتك؟ لأنها تتكفل بعلاج مصابي الثورة اللذين يعاملون كالمجرمين أحياناً وكالكلاب أحياناً اخري.
ثم دارت الدائرة علي الإعلاميين الأحرار والفنانين والكتاب الثوار، وانطلق الإسلاميين بسذاجة مفرطة يحسدهم عليها الصعايدة بالهجوم علي رموز الثورة ورميهم بالفسق والزندقة، أعلم بل وأشهد أن الكثير من الرموز الليبرالية والكتاب والفنانين الثوار كانوا يهاجمون الإسلاميين ومنذ البداية ودون مبررات أحياناً، نعم أشهد علي ذلك وهذا للإنصاف، لكن أخلاق الإسلاميين وأهليتهم للقيادة تتطلب منهم ألا ينزلقوا لنفي المنزلق، ويلتزموا الحياد في الرد والهجوم، علي الأقل حتي لا يتمزق الصف ونصير كالهشيم المحتظر في عاصفة تصفية الثورة.
المجلس يريد ديمقراطيه ماكيت، حرية كده كده، دستور "بص العصفورة" مجلس يتكلم ويبعبع لكن يكون المجلس العسكري هو سيد قراره. المجلس ينتخب لكن العسكري يعين الحكومة. انتخابات نزيهه لكن في وجود مميزات وصلاحيات "غير نزيهه" تضمن له استمرار المنافع اللتي كان يحصل عليها ايام مبارك.
المجلس يده ملوثة بدماء المصريين وقد وضعنا جميعاً في مأزق شديد الوطأة، فالناس لن تسكت إلا بعد حساب القتله وفتح القديم والجديد، والمجلس لن يترك السلطه طرفة عين إلا بعد التأكد من استحالة محاسبته، بمعني أدق يعني تكون له السيطرة الكاملة وصلاحية تكميم الأفواه وخرس الأصوات وهذه حالة تصادمية لامحالة وكلنا الآن ننتظر هذا الصدام الغير متكافيء بالمرة ولو حدث فليس لها من دون الله كاشفة. المجلس لن يقبل بالشعب الحر لأنه يعلم أن هذا الشعب سيضع قادته في قفص واحد مع مبارك. والشعب لن يقبل بالديكتاتورية والمستقبل المبهم وعودة الفساد.
الإخوان يسيرون بروية وتؤدة ويعملون علي تخدير المجلس العسكري وطمأنته علي أمل التمكن من السلطة وبعدها يفتحون الملفات الصعبة ويقدموا المجرمين والقتلة للمساءلة، هذا لو كانوا يريدون إحقاق الحق وانفاذ أمر الله تعالي بالقصاص، هم يظنون أن المجلس سيقبل بهذا والمجلس لا يقل عنهم دهاءاً ولن يسمح لهم بذلك. ستنتهي القصة بنهايتين لا ثالث لهما، غما إذعان كامل للمجلس وتواطوء أو صدام كامل مع المجلس وثورة تقتلع اليابس والأخضر وعذاب وقتل وتشريد واعتقال وللأسف مافيش وسط.
بالنسبة لانتخابات رئيس الجمهورية لو سار سيناريو الغدر والانقضاض علي الثورة فاغتيال أبو الفتوح والبرادعي شيء متوقع، تزوير انتخابات الرياسه شيء متوقع، انقلاب الجيش في حالة فوز البرادعي أو ابو الفتوح شيء متوقع.
التصرف بغباوة وإعمال القتل في المتظاهرين في 25 يناير القادم شيء متوقع. إنسحاب القوات تماماً يوم 25 يناير القادم وترك الناس تهاتي مع نفسها في الشوارع لتفويت الفرصة علي الثوار هذا اليوم شيء متوقع.
اثارة القلاقل والانفلات الأمني شيء متوقع.
هناك شيء واحد فقط أنا واثق منه تماماً، سننجح، وسيزول الظلم والطغيان وسننتصر، كم تالمت من مشهد الشباب الضائع منذ سنوات وهو يقوم بالتحرش الجماعي في العيد في وسط البلد وكم انشرح صدري بمشهد الشباب بعد ذلك وهم يقفون عاريي الصدور أمام الرصاص والمدرعات ويصلون صفاً متماسكاً وهم يرشون بخراطيم المطافيء في جمعة الغضب. كم تألمت وأنا أري جيش مصر يسحل النساء ويضرب اجسادهن الواهنة العارية، لكنني أري أن الله سيستبدلهم كما استبدل شباب التحرش بشباب التحرر وسأري جنودنا يوماً ما وهم يرفعون الرايات علي قباب الاقصي، ثم لا يكونوا أمثالهم.
الحل الوحيد هو تضافر جهود الثوار والإخوان، الثوار وكل الطامحين للحرية يخرجوا للمطالبة بالحرية وتسليم السلطة والإخوان يضعون جدول مكثف وعاجل لتسلم السلطه بلا أي تنازلات أو مداهنات. هل ممكن لهذا أن يحدث؟ لابد لهذا أن يحدث، لأنه بدون ذلك قول علي ثورتنا السلام.
احتفظ بهذه الكلمات وراجعها وفكر فيها واحزم أمرك، اياً كان ما سيصل اليه تفكيرك، يجب أن يكون لك دور، الأيام القادمة لن يكون هناك حزب الكنبة، سيكون هناك ثورة وثورة مضادة فاختر في أي المعسكرين ستكون.
تسلم الجمجمة الذهبية و ربنا يجعلها في ميزان حسناتك و يسترها علينا كلنا
ردحذفتحليل دقيق ياريت تحاول ارسال هذه المقاله الي الاخوان (مقر الحزب او الموقع الالكتروني) اسمحلي اضيف ان الاخوان عندهم ثقة في المجلس و يعتقدوا ان كل التيارات الاخري التي تنادي بثورة جديده متغاظة منهم علشان الاغلبيه البرلمانيه للاسف الصورة قاتمة و ليس لها من دون الله كاشفة
ردحذفللاسف فعلا الاخوان ليس لديهم هذة الرؤية العميقة الوطنية للايقاع بالمجلس هم فرحون انتصار المقاعد يعتقدون بالفعل ان كل مطالب الثوار وتاستكمال الثورة ما هى الا حقد على نصرهم ومحاولة لعرقلة تقدمهم والله أعلم بدون انضمام الاخوان للثورة الحقيقية وليس الثورة الاصلاحية فلا أمل والجميع بما فيهم الاخوان فى خطرحقيقى
ردحذفبس هم العسكر يفكوا مننا....و الحساب والكتاب لما النظام الجديد ينجح اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا....ساعتها الشعب يقف وراه لما يجرجر عمر سليمان وشلته في المحاكم بإذن الله...اللي شغلوا ضباط مصر وكلاء تعذيب لكل منيريد التعذيب في العالم...
ردحذف