أيامنا الحلوه

ذكريات ويالها من ذكريات، إنها أيامنا الحلوه اللتي لا تنسي، ايام البراءه والقلب الصافي، أيام الدراسه قبل أن تتأثر نفوسنا بالتنافس والتناحر علي الدنيا. الضحكه البريئه والنفوس الطيبه، كنا نتقارب في المدرج كعائلة متحابه ونحلم ببكره أحلام الشباب الجامحه.

وما أقسي علي النفس أن تنظر حولها فتجد الأحباب قد فارقوها، وما أشد أن تجد زميل حلمك الأخضر ورفيق دربك قد فارق الحياه ليلاقي مولاه.

أتتني الذكريات وأنا معتكف في رحاب الحرم المكي فدعوت لهم بين كل آذان وإقامه بالرحمه والمغفره وأن ألقاهم في الجنه، أميره، حازم، سامي، محمد، عمر، وميريهان رحمة الله عليهم جميعاً.

أميره، الهادئة الجادة المكافحه، عملت معها في مستشفي الاطفال فلم أسمعها يوماً تتكلم في حق أحد أو تذكر أحداً بسوء، تتفاني في خدمة المرضي اسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتها، اللهم اغفر لها وارحمها.

حازم، الولد الصعيدي الجدع، زميلي من أيام الثانوي والكلية أيضاً، كنا نلعب سوياً في فريق الطائرة بالمدرسه وكانت ايده زي المرزبه الله يرحمه، كان راجل أسأل الله له المغفرة والرحمه.

محمد الشاب الدمياطي الهاديء الطيب فتي المدينه الجامعيه الملتزم، كان في حاله ومايعرفش يؤذي عصفوره، اللهم اغفر له وارحمه.

سامي، الولد الأبيضاني الحنون ما زلت أتذكر صوته الدافيء وطيبة قلبه، ولن أنسي اول مره زرته فيها في الفيلا اللتي كان يعيش فيها مع عمته، يوميها كان عندهم كلب حراسه كان هايقطعني حتت بس ربنا ستر، الله يرحمك يا سامي.

محمد عمر: توفاه الله في حادث سياره في أمريكا، رحمة الله عليه.

ميريهان: آخر من توفاهم الله، وبشهادة من يعرفها من الزملاء أنها كانت فتاة مهذبة جداً، نسأل الله لها المغفرة والرحمه. 

عاهدت نفسي أن أؤدي عمره عن كل واحد منهم وربنا وفقني مرتين، اتمني من الله أن ييسر لي آداءها للباقين، ولي طلب عند حضراتكم، تذكروهم بالدعاء في صلواتكم وفي مواسم الطاعات، أسأل الله أن يسكنهم فسيح جناته هم وجميع موتانا وموتي المسلمين.

وفاءاً لأيامنا الحلوه اللتي مضت وأيامنا الخالده اللتي تنتظرنا في جنة الخلد ان شاء الله، لا تنسوهم من دعاؤكم، اللهم ارحمنا اذا صرنا إلي ما صاروا إليه واجمعنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك. وكل عام وأنتم بخير.