وعدت حضراتكم بالجزء الثاني علشان الرجاله كانوا حاسين بالظلم بعد مقالة " يارجال العالم إتهدوا" وزي أصدقائي الرجاله ما كانوا كوول ياريت حضراتكم كمان تبقوا كوول لأن هما بيطلعوا عليكم إشاعات وبيقولوا ان انتم هاتقلبوا عليا وهاتجيبولي ضرف المدونه وهارجع تاني أسرح بترمس وكومنتات عالفيس.
تلقيت طلبات كريمه واقتراحات هايله أن أوسع من دائرة الخطاب فتشمل جميع الأعمار والفئات، أوعدكم أني سأبدأ سلسله من الأول خالص من أول مدرج الجامعه وأول سؤال بريء "المكان ده فاضي لوسمحت؟" ويمكن قبل كده كمان، من أول شيش الشباك ومريلة مدرسة سراي القبه الثانوسة بنات.
لن أوجه حديثي اليوم للنساء في سن الأربعين كما حدث مع أصدقائي الرجاله، لأن ببساطه لا توجد إمرأه بتعدي ال 25.
قبل أن أبدأ أحب ان اخبرك سراً خطيراً من أسرار الرجل انتبهي له جيداً، جوز حضرتك والرجل عموماً يحمل بين جنباته طفل ومراهق، مشكلته أن الكل يعامله باحترام ونديه وحياته كلها كفاح بمنطق فارس لفارس بينما هو يريد وبعنف أن يقتبس المشهد الهزلي العبقري بتاع حسن عابدين لما وقف وهو متحزم بشال أحمر ورفع الصاجات عالية خفاقه وانطلق بكبت السنين وهو يهز الكبالن "أنا عاوز واحده تهزأني تهزأني تهزأني"
أنا شايف زوجه قدام الشاشه، تقطب جبينها وتقول وهي تزووم "ايه التفاهه دي؟"
صدقيني يا أستاذه باتكلم جد وهذا هو لب الحقيقه. التفاهه يا عزيزتي هي مياة الريدياتير اللذي يحمي وش السليندر من حرارة موتور الحياه وتحدياتها اليوميه.
ممكن أطلب من حضرتك طلب، أولاً ارجعي للمقاله السابقه "يا رجال العالم إتهدوا" واقرأيها جيداً، ثانياً شيلي طاقية حضرتك والبسي طاقية الزوج، هااه؟ ايه الأخبار؟ حسيتي بالمسكين ده؟ المسكين اللذي أفني زهرة شبابه في قلق الامتحانات والوظيفه وانطحن بين رحي الكفاح. ثم دخل في دوامة الجواز والجهاز والبوتاجاز، ثم عاش هول الصدمه وهو يري الدوقه اللتي عشقها يمتد بطنها ويتبعجر جسدها الي أن يتفشحط الفشحاط في شفت الحفا؟ ثم يأتي ولي العهد فيلقي حجر اساس دار الأوبرا فلا يستطيع الزوج أن يهنأ علي نومه، ويستنشق كوكتيل من الأبخرة بداية من الرضعه والحلبه المغليه ونهاية بهبو الإسهال الآتي من أعماق البامبرز.
ثم تأتي المدارس والمصاريف والمصيف والمشاكل فيجد نفسه قد أصبح مثل الحمار يحمل أحجارا.
ثم يصل الي سن الأربعين فيشعر بإحساس جمهور الزمالك المشتاق للدوري ويري العمر يمر ويلمح آخر عربه في قطار الشباب تمر بجواره فيجري خلفها محاولاً اللحاق بها، فإدا أراد ان يرتدي قميص أو تيشرت مشجر أطلقتي عليه التعليق المطاطي "موش مناسب لسنك" فإذا بدأ يستمع لأم كلثوم أو فيروز استخدمتي التقريع الحي " إنت إتجننت ولا جرا لمخك حاجه؟" وكلما دفعه الحنين لمظهر من مظاهر الشباب أطلقتي عليه التأنيب المسيل للدموع.
أحياناً يفعل الرجل ذلك في الوقت اللذي لا يكون لديه أي إرتباط من أي نوع انه فقط يريد إلقاء نظرة الوداع علي شبابه اللذي ولي، فقط أطالب له بالرأفه عند إصدار الحكم عليه ويا ريت تسأليه "نفسك في إيه قبل ماتموت؟".
طب أعمل ايه يعني؟
إتكلي علي الله واشتغلي رقاصه
انت قليل الأدب!
يا فندم هو أنا باطلب منك ترقصي في ميدان العباسيه؟ انا باطلب من حضرتك تعملي كده في ميدان التحرير، أيوه تحرير الراجل المسكين ده من قيود وأغلال الإلتزامات اللتي تقيده كمعتقلي جوانتانامو، الفرفشه المشروعه هي مطلب أساسي لكل الرجال حتي لو كان زوج حضرتك أستاذ الفقه المقارن بالأزهر الشريف.
لماذا لا تعيشي حلمك اللذي طالما صاحبك منذ أيام الصبا في أن يكون لك عش هاديء تكوني فيه ملكه ترتدي فيه أجمل الثياب وتضيئي فيه أنوار الشموع وتنثري البهجه في أركانه؟ لماذا يتلاشي حلمكن أيتها الفتيات سريعاً فتكون القمطه و الجلابيه المزيته المشبعه بأبخرة الطبخ هي الزي الرسمي لعموم زوجات القطر المصري؟
وهو يعني احنا بنعمل كده من شويه؟ مانتوا الرجاله اللي بعد ماكنتم بتغنوا علي وداننا بالكمنجات قبل الخطوبه، بعد الجواز تصابون بالصمم وتصير متعتكم الوحيده هي القعاد علي القهوه ومشاهدة مباريات برشلونه ومانشستر وتتحرق الطقطوقه اللي في البيت!
ده يا عزيزتي عادة بيكون هروب لأن الرجل غالباً لا يجد ما يكسر ملل الحياه فيحاول التنفيس عن نفسه مع أصدقاؤه. حضرتك عليكي عامل كبير جداً، معلش ماهو لازم حد يشيل الليله وأنا طمعان في كرم أخلاقك لإنقاذ الأسره.
اللهم طولك يا روح، اتفضل يا سيدي قول.
ابدأي بكسر الملل، ايه المانع من كلمه حلوه؟ كونتاكت لينزس ملونه؟ بنطلون صاعقه زي بتاع هايفه؟ بنطلون من غير كامر زي بتاع شاكيرا؟
بلاش، فنجانيين شاي حلوين كده ويا سلام لو تسأليه عايز كام معلقه بدل ماتحطي قدامه الصينيه وتقوليله وانتي داخله تنامي "السكر عندك بره"
أيوه بس ده كتير؟ أنا كده هاضحي براحتي هالاحق علي ايه ولا ايه؟
طب مالراجل هايضحي بالمزز اللي بيترموا عليه؟
مزز ايه؟
لا هو انتي كمان موش حاسه؟ الراجل بيعاني من ضغوط من أول الممرضه اللي بتقوله " يا خرابي علي شياكتك يا دكتور" " يالهوي دمك شربات" لغاية زميلته اللي دايماً تقوله " انت مختلف" " انا موش عارفه من غيرك كنت عملت ايه" وما علي الإين بوكس كان أعظم.
طب ما أنا كنت باتعرض لنفس الكلام! ماضعفتش ليه؟
طبيعتكم تختلف عننا، المرأه إذا أحبت لا تري إلا من تحب وبس، حتي لو ظهر في حياتها براد بيت. إنما الرجل طبيعته مختلفه تماماُ عن المرأه، ممكن يكون بيحبك وبيموت فيكي وأيام الخطوبه كمان ولو في حته قاعده في الترابيزه اللي جنبكم، حيبص عادي وقشطه مافيش مشاكل، وممكن يحب اتنين في نفس الوقت.
بس فيه رجاله ملتزمين مابيعملوش كده؟
الملتزمين دول أكتر ناس تخافي منهم، دول ناس بتوع ربنا وماشيين في السليم، بيدوسوا في الجوازه الثانيه علي طول.
شوفوا تعالوا بالهداوه كده نتكلم عن طبيعة الرجل وطبيعة المرأه حتي نستطيع أن نضع أيدينا غلي المشاكل والحلول.
طبيعة الرجل:
الرجل قد يعجب بل قد يحب اتنين تلاته مع بعض وفي نفس الوقت أيضاً، معلهش نصيبكم كده، لذلك يتوجب عليكي أيتها الزوجه اليقظه الدائمه، ونصيحه، بلاش الغيره اللي تخنق لأنها قد تأتي بنتيجه عكسيه، أعطي له مساحة من الحريه وإلعبي علي مصيدة التسلل، وحاذري من سيبان الحبل علي الغارب واللا مبالاه وإلا هاتتهري هجمات وربما خسرتي الماتش بالهدف الذهبي.
الرجل الشرقي لا يعبر عن عواطفه وحبه لزوجته وهذا موروث شعبي وفني في ذات الوقت، شعبي لأن آباءنا كانوا لا يعبرون عن مشاعرهم أمام الابناء لحمايتهم من الإنحراف الا من رحم ربك. والفني استقاه الرجل الشرقي من الأفلام، فكلمات الحب والغزل لا نراها في أفلامنا الا حين يريد البطل ان "يظبط المزه" ونادراً ما نري في فيلم قديم أو حديث زوج بيظبط زوجته بالكلام العاطفي، الزوج في الأفلام بيظبط السكرتيره، زميلته، أي حد تاني الا زوجته، فالشباب كله إتعلم كده، يظبط اثناء الخطوبه، بعد الزواج مافيش تظبيط، ماخلاص الفاس وقعت في الراس.
الرجل يتجنب الحوار مع زوجته لأن ترتيب تفكيره متسلسل ومبني علي بعضه، علشان كده بيتخنق لما زوجته تحدثه في مواضيع شتي لا علاقة لأحدها بالآخر وتجيب حته من الشرق وحته من الغرب، فتجعله يشعر أنه واقف في محطة مصر والتذكره وقعت منه.
طب أعمل ايه يعني؟ ما أنا طول اليوم بهابر ونفسي أفضفض مع حد؟
حاولي حضرتك تلاقي خيط يربط بين حكاياتك المتعدده الناتجه عن مغامراتك اليوميه مع سوسن صاحبتك ومرات البواب الغتيته وابنك اللي كان بيلعب سله وتليفون مامتك والجوب اللي سوستتها فزرت وفيلم ناتالي بورتمان اللي شفتيه في حفلة عشره ونص والصوت اللي سمعتيه من موتور العربيه وشاهنده فوزي دفعتك اللي قابلتيها صدفه في ستار بكس وكيكة البافارواز اللي شفتيها علي فتافيت وتعليقات زملائك والتويتات والإتنين اللي عملتي لهم ريموف وبلوك النهارده العصر، فالزوج سيعصر علي نفسه لمونه ويصبر لأنه ينتظر أن تطلبي منه طلباً محدداً أو تخبريه في نهاية هذا التشابك الدرامي بجمله فيها مبتدأ وخبر وفاعل ومفعول به. علي قدر المستطاع طبعاً وسوف يأتي ذكر ذلك في مقطع "طبيعة المرأه"
الرجل يعشق التفكير في اللا شيء ويتلذذ بلحظات الصمت المسالم، ففي هذه اللحظات يقوم بإعادة شحن البطاريه ويبرد مراوح قلبه، من فضلك حذار أن تنزعي الكوبس أو تدلقي عليه جردل ميه ساقعه بالسؤال الشهير "بتفكر في ايه؟" إنه يفكر في اللا شيء فليس لديه إجابه معينه، والضغط عليه سيكون كالضغط علي متهم بريء الظابط عاوز يلبسه قضية حشيش علشان يخلص.
الرجل لا يهتم بالإطراء علي وسامته أو شعره أو عينيه، لكنه ينتفش وينتعش ويطقطق زي الفيشار لو أثنيتي علي رجولته وطريقة تفكيره الألمعيه وأسلوبه المختلف وشياكته وبعد نظره فإن لم يستطع لسانك النطق بهذه الكلمات فحذار من التلطيش له بعكسها من عينة "انت طريقة تفكيرك عاوزه تتصلح" أو " انت صحتك دايماً في النازل" أو "انت دايماً كده، مودينا في داهيه" أو "أسلوبك محتاج يتصلح شويه" " أهو انت كده دايماً مضحوك عليك" فبهذه الطريقه حضرتك تلقين الظلط ثم تدوسي عليه بوابور الظلط ثم تضعين طبقة أسفلت ناعمه كالحرير وإناره عشره علي عشره ولوح ارشادية شديدة الوضوح ثم تفرشي هذا الطريق بالورود لأول مزه تخطي برجليها في حياته فتمتدح ذكاؤه فتاخده نص علي الثابته فتطرحه أرضاً بلمس الأكتاف ولن تشاهديه ثانية الا عند المأذون أو أمام محكمة زنانيري.
الرجل في عمله مقهور وبعض المديرين لديهم حالات نفسيه وأسلوب إستعبادي يفقد الموظف آدميته، فاحرصي علي علاجه نفسياً فإذا حدثك عن مشاكل الشغل فهميه إنه قدها وقدود، وإذا ذكر مديره الحمار، قولي له أنه لولا ذكاؤه وقدراته لفقد هذا المدير عمله من زمان وأنه أحق بمكان هذا المدير اللي مابيفهمش، وأنه لولاه لأفلست هذه الشركه منذ عقود.
لا تنسي الله يباركلك أن تفهميه أنه متمكن زي هراكليز وإن الراجل موش بس بكلمته، معلش عشان خاطري تعالي علي نفسك شويه وفهميه كده ينوبك ثواب ويستر عليكي وعلي اللي زيك يا طيبه يا بنت الأصول، والناس لبعضيها.
الرجل يموت في الفرفشه لكنه لا يطالب بها أبداً وهذه طبيعه شرقيه مصريه أصيله، شكي لي أحد الزملاء من الإهمال التام في هذا الجانب، نصحته بمصارحة الأطراف المعنيه، لكنها لم تتحمس وربما لم تفهم أو لربما هو أساء توصيل مطلبه، نصحته بأن يكون أكثر إيجابيه فيشتري بعض المسائل اللتي طلبها عمنا يوسف وهبي من عمر الشريف وشوية بارفانات وصايه، الحقيقه الراجل لم يتأخر ونفذ بإخلاص، لكن ظلت هذه المنكرات حبيسة الأدراج حتي اختفت من الأدراج أيضاً ولما سأل عنها السلطات المعنيه قالت له بكل حزم "شلتها في كرتونه تحت السرير، انت عايز العيال يشوفوها ويفضحوني؟، وبعدين ايه المسخره اللي انت جايبها دي؟"
بعد كام شهر شهدت علي عقد زواج هذا الصديق من ممرضه فلبينيه، بعدها صرت أتلقي مكالمات تليفونيه منه ليلاً، يتصل ليقول " أنا ماكنتش عايش يا ضياء يا أخويا" وبعدين يقفل السكه.
حلو أوي انت كمان بتشجعهم علي خراب البيوت، منك لله، لولاش خلصت فنجان الكابوتشينو اللي في ايدي كنت رميته في وشك.
يا فندم بالراحه عليا، أنا باكشف لحضرتك حقائق حتي لا نصل لهذه المرحله، أنا وصفت الداء وحضرتك كلك مفهوميه، إهدي علشان تعرفي تفكري، ده الراجل غلبان كلمه تجيبه وكلمه توديه وانت قدها وقدود، وبعدين اصبري معايا شويه لغاية فقرة "طبيعة المرأه" وبعدين قولي رأيك والله الموفق.
أخيراً، الرجل تأخذه تيارات الحياه فيبتعد عن الإلتزام والقرب من الله، ساعديه علي التقرب الي الله، ظبطي قعده أسبوعيه لقراءة جزء من القرآن وفقرة من السيره النبويه في كتاب مبسط وباب من أبواب الفقه الميسر ولوكان فيه أولاد أشركيهم معكم، لا تتخيلي مقدار أثر ذلك من بركه علي البيت كله وعلي حضرتك شخصياً.
طبيعة المرأه:
عزيزي الرجل، معلش آسف إني لطعتك كل ده، المرأة يا سيدي الفاضل عالم فريد من نوعه واسع وخطير ومبهم ويعج بالحياه والألوان كغابات الأمازون، فقط وحده "طرزان" هو اللذي يملك القدره علي أن يسبر أغوار هذا العالم.
لا يوجد لها كتالوج معين فكل "ماكنه" لها كتالوج مختلف عن الآخر، وألغاز المرأه عديده فَتَعامَل معها كالنظرية النسبيه وافهمها علي الإجمال، فإنك لو حاولت فهمها علي التفصيل سوف تتوه ومخك هايجيب زيت.
بقي أنا مستنيك كل ده ترسيني علي الفوله، تقوم تقولي أمازون وطرزان ومافيش كتالوج؟ طب ده احنا قلنا انت اللي هاتسنجفنا؟
صبرك بالله يا كبير، المرأه، اللغز الكبير ده، العالم المبهم ده مفتاحه حاجه بسيطه جداً " الإخلاص والشعور بالأمان"، هذه هي الطفاشه اللتي تستطيع بها فتح قلب وعقل أعتي إمرأة في العالم. هذه المخلوقات آتاها الله سبحانه وتعالي ذكاءاً خارقاً وحاسة سادسه وأجهزة كشف كذب لا تخيب أبدا.ً إنهم يستشعرون الإخلاص بشفافيه عالية وإذا أعطيت المرأة الإحساس بالأمان ستنفذ وصية السيده عايده الشاعر مغنية التراث "وأشيلك في عيني يا عيني وأتكحل عليك آآآآآه" إذا وهبت المرأه الإخلاص والشعور بالأمان ستحميك وتدافع عنك دفاع الوحش الكاسر، ستصبح نقطة في ظلك تتبعك أين ذهبت حتي لو كانت رئيسة قسم جراحة المخ والأعصاب بجامعة عين شمس.
يا عم ايه الطلبات الصعبه دي؟ طب أنا راضي ذمتك، فيه راجل مخلص؟ طب إنت يا ضياء يا بتاع الكابوتشينو مخلص؟
بصراحه لأ بس بحاول، وعلي فكره لو الست شعرت إنك بتحاول، ستعطيك الفرصه وستمنحك نفس المميزات، بس لو استندلت معاها، هاتقلوظك. حاول وربنا معانا، حاكم احنا بيني وبينك جنس نمرود برضه.
المرأه تختلف عن حضرتك، عندما تفكر وتتحدث لا تضع طوبه علي طوبه لتبني شيئاً ما كالرجل، إنها تلعب كالفراشه من الورده دي للزهره دي تطير وترجع وتطير في دوائر متشابكه دون هدف ما ودون خطة ما، فقط حديث متشعب لا علاقة لأي فتله فيه بالفتله الثانيه. وهذا من رحمة ربنا بيك، انك تقضي يومك بل حياتك كلها في الأحاديث المنطقيه والمفاوضات والنديه، فخلق الله المرأه بهذه الطبيعه لتكون بمثابة الأرضي اللذي يفرغ شحناتك السلبيه علشان ماتعملش قفله من كثرة الضغوط. لذلك عليك أن تدرك هذه الطبيعه حتي لا تتعب وتنفر منها، إنها هديه ربانيه لك فاحسن إستخدامها، عندما تتحدث إليك زوجتك في آخر اليوم، شد فيوزات المنطق وفضي لها ريسيبشن عقلك (بس شيل الفازات والكريستالات والحاجات اللي بتتكسر) وسيبها تروح وتيجي وتلعب الحجله زي ما هي عاوزه، ماتركزش في حاجه خالص، بس خليك برضه صاحي ماتفصلش علي الآخر علشان الليله تعدي. إن هذا يجعلها في منتهي السعاده وستخبرك أن حديثك ممتع جداً (مع إنك ماتكلمتش ولا كلمه) وربنا معاك يا رأفت.
هذه المخلوقات حادة الذكاء وشديدة الفطنه ليس لديها أي برامج حمايه ضد فيروسات الإطراء وكلمات المجامله، وأجهزة كشف الكذب لديها ورادرارت الخداع تتعطل تماماً لدي تحليق عبارة "ايه الحلاوه دي؟" لا تكذب عليها ابداً هاتجيبك من قفاك، إلا حين تجاملها وتثني علي جمالها، عندها، إكذب كما تشاء فالمرأه تجري عملية فوريه دون تخدير لاستئصال المخ وتنظف الجمجمه تماماً كي تملؤها بعبارات الإطراء ولا تهتم بإعادة مخها مره أخري فيكفيها صوت عباراتك وهي بتلق في جمجمتها زي البيضه الممششه، انها تعطيها حياة أبديه وإكسيراً من النشوة. فلا تحرمها منها، افشر، إنخع زي مانت عاوز فلديها إستعداد تام للقرطسه وتوصيل الطلبات للمنازل، فإذا كان وزنها 150 كيلو وأخبرتها إنها خست ووزنها نزل، ستنظر بازدراء الي هايدي كلوم. وإذا كان أنفها كالبطاطسايه وأخبرتها أنه كحبة النبق، ستحتقر نيكول كيدمان، ويا سلام لو أخبرتها وهي تستدير ذاهبة الي المطبخ أنها تذكرك بجينيفر لوبيز، تاني يوم الصبح ستذهب لشركة تأمين كبري وتؤمن علي كل إطار بمليون جنيه. حذار ثم حذار أن تشتري فستاناً جديداً وترتديه ولا تقول لها مبروك هياكل منك حته، إحتياطي يا عم الحج كل ما تشك في لبس جديد قول الكلمتين دول ولو زنقتك وقالتلك "بس ده قديم؟" قلها "هاعمل ايه؟ انت علي طول متجدد في نظري يا قمر" صدقني هاتستأذنك وتروح تجيب مقص علشان تقص الورقه اللي عليها السعر من علي قفاها. ماتستغربش ربنا سبحانه وتعالي قال " أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ” كذلك خلقهن الله ينشأن في الحلي والحرير وقلوبهن رقيقه، الكلمه الحلوه لها عليهن فعل السحر، أقرب للمودة منهن للخصام، ده كنز لكن المهم تعرف تفتحه، والأهم تحافظ عليه.
المرأه تعشق الهيافه والمفاجآت، عندما تأتي لها بهديه، لا تعطيها لها مباشرة، خبيها في مكان ما، فلن تتخيل فرحتها حين تعثر عليها، فلو كان جوازكم عن حب فستفرح بورده أو كارت عليه كلمتين حلوين أكثر من فرحتها بإسوره ذهب ولو كان جوازكم جواز صالونات يبقي عليك بالذهب وأمرك لله، لو مابتعرفش تعبر عندك الإنترنت، لو موش فاضي ومعندكش خلق، المدونه تحت أمرك إنقش زي مانت عاوز بس ماتنساش الحلاوه.
وهمسه في أذنك، شمعتين ملونين برائحة التوت البري ومقطوعة موسيقي هارب في وجود الزي الرسمي من أشيك بدله عندك وفستان جديد عندها مع اطلاق سراح المجرمين والبلطجيه اللي عندكم في البيت كما فعل العادلي، علي حماتك بقي علي والدتك أو حتي تنزلهم الشارع يعيثون فيه فساداً، يفتح لك أسوار عكا، أعصر علي نفسك لمونه بس واعملها وهاتدعيلي.
إيه يا عم إحنا فاضيين للهيافه ولعب العيال ده؟
سبحان الله، يعني إنت تطلب منها تلبس بنطلون من غير كامر زي بتاع شاكيره وتدلعك زي دعاء حجازي وموش عاوز انت تيجي علي نفسك شويه؟ المساواه في الهلس عدل يا أبو الكباتن. وحضرتك كمان لازم تهتم بمظهرك داخل البيت شويه وبلاش الفانله الحمالات اللي فيها قطع علي الشمال فوق الضلوع اللي رجالة مصر فاضحينا بيها في كل حته، ظبط نفسك يا أخي ببوكسرين وتيشرت عليه بوباي أو بات مان، ولا هما مالهمش نفس؟ وبعدين رشلك رشتين بولجاري من اللي انت مخللها في الدولاب دي، ولا هي بس لما يكون عندك إجتماع أو مظبط ميعاد مع حته تقفيل ياباني؟ رشلها رشتين من نفسها برضه بدل ريحة البسطرمه اللي انت متمسك بيها دي.
إنسي إسمك، إنسي عنوانك، إنسي نفسك، لكن إياك ثم إياك أن تنسي حاجتين: عيد ميلادها وعيد جوازكم، معلش الإخوه السلفيين يستحملوني شويه فقد تعلمنا منكم دام فضلكم إن "درء المفاسد أولي من جلب المصالح" وليس هناك مفسده أكبر من إن سعادتك تنسي اليومين دول، بلاش عيد، نقول يا سيدي "يوم ميلادها" ويوم جوازكم" شوف بقي، تشغل الأوت لوك، تحطها علي الكاليندر، علي البلاك بيري علي الموبايل، إتصرف يا غزال، دي مشكلتك يا عم الحاج، وخد بالك الست، أي ست لا يمكن تنسي المناسبتين دول، وموش هاتفكرك، وموش هاتعملك مقدمات، ستلتزم الصمت التام وتنتظر لتري انت هاتفتكر ولا لأ، انت حر بقي اللهم هل بلغت.
أي شيء في الدنيا مع الوقت ممكن يتعب المرأه، إلا شيء واحد "الشوبينج" الشوبينج فيتامين ومسكن وأفيون وحشيش النساء، المرأه لديها استعداد أن تقضي يوم كامل في رباط في سبيل الشوبينج، قدرك ونصيبك انك لازم تصحبها ولو مره في إحدي هذه الجولات، فإذا عزمت فتوكل علي الله واستعن به واصبر علي ما بلاك ففي الشدائد يعرف الرجال. وطالما انت كده كده قررت الجهاد فالتنفذه بحرفنه لأنها علقه واتحسبت عليك، لازم حضرتك تكون وراها تجر لها عربة التسوق وإياك أن تتخطاها ففي ذلك هلاك للبلاد والعباد فإذا شعرت بالتعب فالتؤدي تمرين طقطقة الظهر: ضم دراعاتك وانحني لتستند علي يد عربة التسوق، فك ضهرك وهز الهانش مع البوتي هزاً خفيفاً خمس مرات يميناً ويساراً واحرص أعزك الله ألا يراك أحد حتي لا يظن بك الزبائن ظن السوء. فإذا طال بك الزمن وشعرت بحمض الكبريتيك المركز يسري في سمانتك فعليك بتمرين "حرقان السمانه": إستند بكلتا يديك علي مقود عربة التسوق وشب علي طراطيف أصابع القدم ثم انزل برويه، فإن رآك أحد ارفع رأسك ووجهها يميناً ويساراً وزر علي عينيك، قال ايه بتقرأ اليافطه اللي بعيد. ثم تأتي اللحظه الحاسمه، حين تلتفت إليك (ده إن افتكرت انك وراها أساساً) وتسألك السؤال المحتوم وهي تبتسم ابتسامه طفوليه حالمة: " تعبت يا حبيبي؟" يجب أن تكون مستعداً جيداً لإجابة هذا السؤال بالطريقة الصحيحه فإن جاوبتها وأنت متجهم، وأنا عاذرك ستضيع كل هذا الجهاد المضني هباءاً وستتغير لهجتها وتنتقل للسؤال التالي وكلها أسئلة إجباريه: "تحب نمشي؟" وأرجو من الله ألا تصل في الإمتحان الشفوي الي هذا المستوي فأياً كانت إجابتك ستكون النتيجه هي الرسوب، وهاتعيد الشوبينج.
طب أعمل ايه، إنت لبشت جتتي؟
يجب أن تبتسم وأنت تجاوب علي سؤال: "إنت تعبت يا حبيبي؟"
أبتسم إزاي وأنا في الحاله دي؟
لا أري لك حلاً إلا أن تقتبس طريقة ابتسامة تامر أمين، حقيقة لا أستطيع أن أشرح لك كيف تأتي بها، لكن عليك الدخول لليوتيوب وابحث عن أي فيديو له وستتعلم الطريقه بسهوله، بعد أن تتعلم ابتسامة تامر أمين، ابتسم لها وأنت تلتفت ناحية اليمين حتي لا تصاب بمزق في عضلات الكتف، وقل بثقه "لا أبداً يا حبيبتي خدي راحتك" أسأل الله أن يلهمك الصبر والسلوان وحين تعود الي البيت، أساله أن يغشيك النعاس أمنة منه.
نأتي للنقطه المهمه: المرأه لا تقبل الهزار في موضوع الزواج التاني بتاتاً مهما كانت خفة دم حضرتك، لن تجد الا تكشير الأنياب وتراكم السحاب وانتشار الضباب وكلمات السباب. وقد تلقيت تعليقات علي مقال الجزء الأول من الإخوه الملتزمين باللوم الشديد والتقريع الصديد علي إهمالي لموضوع الزواج التاني وإنقاذ الآلاف من المعذبات اللاتي يفتقدن الحنان في ظل عزوف شباب الجيل الجديد عن الزواج وانحدارهم الي مرحلة السيس. أنا لن أناقش أموراً فقهيه فلست بفقيه، ولن أتحدث عن الآثار المترتبه علي قرار العبور فكل واحد أدري بظروفه، لكن أناشد جميع الرجال لو ناوي إضرب ضربتك وخلص أوام يا "ابن المحظوظه"، ولكن لا تلوح باستخدام القوه وتقعد تهزر وتعيد وتزيد فيه قدام المسكينه مراتك "فاليرح ذبيحته". راجل؟، إعملها وخلص، موش قدها؟ يبقي بلاش تعذب في بنات الناس عالفاضي. وإن كنت أطمع في كرم أخلاق الزوجات، صدقيني، سيبي جوزك يهلفط، اللي بيتكلم ده مابيعملش حاجه، خافي من السهن الساهي اللي مابيتكلمش، اللي بيبمبك بالكلام ده ماتخافيش منه، سيبيه يطلع الشحنات اللي جواه. اللي بيتكلم ده كبيره ماسيجات.
يا شباب هي خطوه، موش مهم مين فينا اللي يخطيها الأول، المهم ناخدها ونفهم بعض، حاجات بسيطه نعملها ونتعود عليها هاتحل لنا مشاكل كتير.
إلي اللقاء في الجزء التالت، بس ده بقي، موش أنا اللي هاكتبه، إنتم اللي هاتكتبوه، الجزء التالت عليكم انتم، نفذوه. بالنسبه للجزء الأول والتاني إعملوا شير لأنه بتاعنا كلنا وحقوق الطبع والتوزيع غير محفوظه بالمره، المحفوظ هو حبي وتقديري لكم، فأنتم مصدر سعادتي.