الأحد، 1 مايو 2011

ملو الكستبان في نصيحة الإخوان

* الكستبان: غطاء معدني صغير يغطي عقلة الأصبع لحمايته من ابرة الخياطه
                                                                 
الإخوان المسلمون كيان مبهم بالنسبة لكثير من الناس وعدو لدود لكثير آخرين فلا نعرف عنهم إلا أنهم جماعة دأبت علي دخول انتخابات مجلس الشعب ويسعون للوصول للسلطه، وأنهم جماعه منظمة وأنه كان بينهم وبين حكم عبد الناصر ماصنع الحداد وأطلق عليهم نظام المخلوع اسم الدلع "المحظوره".

نعرف عنهم أنهم عُذبوا في السجون لسنين طويله متعاقبه، واليوم وبعد الثوره يتردد اسمهم كثيراً ويقف الشعب المترقب منتظراً ما ستسفر عنه الفترة القادمه، هل يستولي الإخوان علي الحكم وتتحول مصر للسعوديه أو إيران؟ وتصبح جبال عتاقه كجبال تورا بورا في أفغانستان؟ ويصبح الزي الرسمي لشباب مصر هو الملايه الداكرون اللتي كان يرتديها أحمد حلمي في فيلم "جعلتني مجرماً"؟
كل هذه المخاوف تلعب في ظهر الشعب المصري كالسحليه ولن تهدأ الا أن يمد واحد ابن حلال ايده ويمسك بهذه السحليه ويضعها علي الأرض ممسكاً بذيلها ثم يضربها أمام الشعب بالشبشب البلاستيك حتي تسحق وتتوقف عن الحركه.
والسؤال هنا من هو ابن الحلال اللذي سيمسك بالسحليه؟ والجواب: الإخوان أنفسهم لأن بصراحه الشعب ايده ماتجيبش لظهره، هو كفايه يحوش الصفعات اللي نازله علي وشه.

من حق الإخوان أن يجنوا ثمرة عذاب السنين وقطع الطريق علي مسلسل البهدله والتشريد المستمر بلا انقطاع منذ اغتيال حسن البنا ولكن من حق الشعب المكلوم واللذي ذاق المر وقدم الشهداء أن يطمئن علي مستقبله القادم.

اذا كان الإخوان أصحاب رساله وقدموا التضحيات علي مر السنين فهذا المنعطف  الحاد اللذي نمر به جميعاً هو في الحقيقة اختبار صعب لهم ولنا علي حد السواء.

أملت عَليَّ الظروف أن أقف موقف الناصح، يدفعني الخوف والقلق علي مستقبل مصر وهذا مايدور في خلد الكثير من المصريين الآن أيضاً وأعترف أنني كيان صغير وضئيل جداً اذا وقفت هذا الموقف مقارنة بجماعة بهذا الحجم والتنظيم والتاريخ الطويل الحافل، لكنني تذكرت موقف الهدد مع سليمان عليه السلام فبرغم ضئآلته وصغر شأنه مقارنة بجيشه العظيم الا أن ذلك لم يمنعه من أن يسافر ويبحث ويتبين ويخاطر ويهتم بل ويقف موقف الناصح لأعظم ملك عرفته البشريه.

جري ايه يا عم ضياء انت هاتشبه دول بسيدنا سليمان؟

وهو يعني أنا اللي هدهد ياض؟ ماتستني وتسمعني للآخر ماتخرجنيش من المود الله يحرقك. احنا كنا بنقول ايه؟ آآآه.....الإخوان.

أخاطب الإخوان لأنهم، شئنا أم أبينا أكثر فصيل منظم علي الساحه ماهو موش معقول أخاطب الفلول اللي يوم ماحبوا يوجبوا مع كبيرهم ويبيضوا وشه وبعدين ينزلوا بورق الحائط، اتجمعوا 20 نفر بس قدام ماسبيرو، وليس هناك جدوي من مخاطبة العصبيات والقبليات اللتي حددت من الآن من سيمثلها في المجلس الموقر، لذا أتوجه الي الإخوان طامعاً في سعة صدرهم.
                                        
                                       من نحن وماذا نريد؟

نحن شعب مصر، نحن اللذين صبرنا وتجرعنا المرار المركز علي مدي ثلاثة عقود، نحن اللذين ثرنا وخرجنا ووقفنا وقررنا الصمود حتي لو كان الثمن أن نصبح "كلنا خالد سعيد"
نحن اللذين خلعنا عبائة السذاجه وأسقطنا القدسيه ومددنا أواصر الغتاته حتي أسقطنا عصابة حسني بابا والأربعين حرامي، لنا حق غليظ وعهد متين في عنق كل من يتصدي لتولي مسؤلية انقاذ مصر في الفتره القادمه، فاسمعوا مايجول بخاطر المصريين:

نتمني أن تخرجوا الي النور فقد انتهي عهد التهميش وحياة الخنادق، عيشوا آمال المصري المطحون وأحلامه إنه لا يأبه للأيديولوجيات لكنه يتوق الي استعادة كرامته وملامح مستقبله.

دعكم من الوقوف خلف الميكروفون وانزلوا للجمهور المضطرب فاسمعوا الي أنات معاناته اليوميه وشاهدوا حبات عرق المعاناه تروي أرض مصرنا المثقله واستمعوا لخفقات قلبه الوجل من اشراقة يومه القادم وخوفه مما تحمله له أرحام الغد المبهم.

ضعوا علي أجندتكم آلاف الأرامل والعجائز والمسنين اللذين يعيشون ثلاثون يوماً بمقدار الجنيهات اللتي يهدرها طفل مرفه في الملاهي في ثلاثين دقيقه.

فالتفتشوا في رسائلكم ولتتباحثوا في مجالس شورتكم عن ملاذ وانقاذ لآلاف المرضي اللذين أكلهم السرطان والالتهاب الكبدي وينتظرون لحظة الزفاف الي الموت المتباطيء.

فالتبحثوا عن خطاب ملائم لآلاف الشباب اللذي لم يقنت يوماً وراء الشيخ جبريل ولم يسمع عن الشهيد البنا ولم يجد نقيباً يحتضنه ويحببه في حياة الالتزام، هذا الشباب سيزيده خطابكم المحترف بعداً وسيزيده التهميش والإهمال تيها،ً وليس من العدل أن تنادوه فيأتيكم بل عليكم الذهاب اليه واستيعاب أحلامه وطموحاته وتفهم اهتماماته انزلوا اليه في النوادي وجالسوه في المقاهي وقاسموه لحظات الطيش والتمرد حتي تفهموه فلا يُحرم من التغريد في سرب الوطن، فمنهم خرج الألتراس يوم 25 يناير يوم أن أجمع جهابذة أهل الحل والعقد جميعاً علي حرمة التظاهر وعدم جواز الخروج علي الحاكم، هذا الشباب الطائش المتمرد هو من تجرأ وبصق في وجه الحاكم يوم أن خشعت اللحي الكثيفه خوفاً علي هلاك البلاد والعباد، هؤلاء هم من تجرأوا فكشفوا لنا أن الباطل قد شاخ وترهل وضغطوا زر تشغيل المفرمه اللتي فرمت النظام في 18 يوم هي عمر أعجب ثوره علي مر تاريخك يا مصر.

لن أحكي لكم عن آلاف الأخوات ولسن بأخوات، البنت منهم بميت راجل منعهن السفور أن تروا فيهن نقاء السريره والهمه والجدعنه والصدق وبعد النظر وحب وعشق تراب أرض الوطن لكنهن لم يقرأن مؤلفات الحاجه زينب الغزالي عليها رحمة الله ولم يتيسر لهن حضور دروس الدكتوره شيرين والمشاركة في أنشطة الزهراوات، ويخشين أن يأتي يوم يقف فيه ممثل سلطة مصر الجديده علي قارعة الطريق ويصيح فيها بحزم "غطي وجهك يا مره"

بس انت عارف يا ضياء ان ده موش أسلوب الإخوان؟!

في الحقيقه أنا لا أوجه نصحي للإخوان فقط، شيل حضرتك كلمة الإخوان من كل المقاله وضع السلفيين مع بعض الرتوش، وشيل السلفيين وضع أنصار السنه أو الدعوه والتبليغ أو الجماعه الإسلاميه "بفكرها الجديد" لن يتغير المضمون فمخاوفنا أصيله وقديمه قدم الزمن وهي قويه وواضحه ولها أسبابها أيضاً.

"ماتخافش يا أخي الفاضل نحن مختلفون"

أستميحكم عذراً أيها الإخوان أو أياً من كان الآتي الي حمل الأمانه، كلمة "ماتخافش" موش هاتاكل مع الشعب، قالها قبلكم فرعون ثم انقلب وقال "أنا ربكم الأعلي"، قالها عبد الناصر "ماتخافش" "ارفع رأسك يا أخي فقد مضي عهد الذل والهوان" فلم نر هواناً أشد من 67، قالها السادات "ماتخافش" ثم وقف يرزع يده علي البنش في المجلس الموقر وهو يصيح "لن أرحم"، قالها المخلوع "ماتخافش" "لن أقصف قلم ولن أصادر صحيفه" فقصف عمر آلاف الأبرياء وصادر ثروة الشعب كله الي بنوك، إابليس نفسه مايعرفلهاش طريق جره.
الشعب الآن لا يعرف معني كلمة "ماتخافش" بل يفهمها بطريقه عكسيه والبركه في حكامه علي مر العصور، فقد غيروا معناها في المعجم الوسيط، حتي إذا قالها للشعب مرشح، قال الشعب في سره "ياتري يابن اللذين انت إسياخك طولها كام؟" "أكيد أسياخك طولها صححححح"

الشعب يقف وجلاً وأمام ناظريه تجربة ايران والسعوديه وأفغانستان وتجربة الجزائر، ويخشي أن يصبح فأر تجارب هو أيضاً، انه لا يخشي الدين بتاتاُ فالدين في فطرته وفي دمه لكنه يخشي أن يصبح الدين هو أمن الدوله في ثوبه الجديد وهو المسوغ والمبرر والحامي والمحامي لولي الأمر الجديد حفظه الله ورعاه.

هل تسطيعون أن تعيدوا الينا نموذج دولة الإسلام العادله اللتي كان يعيش في كنفها مختلف الأديان والأعراق، حتي أن معظم مفكريها وعلمائها ومخترعيها بل وكثير من علماء الدين فيها كانوا من غير العرب؟ هل تستطيعون إعادة نموذج عمر بن عبد العزيز؟ هل تستطيعون اعادة نموذج دولة هارون الرشيد حيث القوه والعزه والعدل وازدهار الأدب والشعر والطب والعلوم والفنون والرسم والعماره؟

إن أحلامنا عريضه كعرض أحلامكم وآمالنا ضخمه كضخامة طموحكم فهل أنتم مدركون للموقف؟ لا تجعلوا اهتمامكم هو مجلس الشعب، بل اجعلوا اهتمامكم هو "الشعب" اختاروا لنا أفضل من عندكم كفاءه وأنقي سريره وأرحم قلباً وأطيب نفساً وجنبونا المندفعين والمتشددين والمنتفعين والمتعالين والمنانيين ولا مؤاخذه المجانين. حتي وان لم تحصلوا علي أكثر من 10 %. فهو خير لكم من أن تحصلوا مقعدين في الدوره التاليه. 10% فيهم الشفا تكسبوا بيهم حب واحترام الشعب أبرك لكم من 50% قد يتسببوا في ضياع تاريخكم ورصيدكم والكلام هنا للجميع وليس للإخوان فقط.

لم يعد الشعب يأبه للبوسترات والملصقات علي أعمدة الإناره، الشعب يريد أن يري النموذج والقدوة تمشي علي الأرض، الشعب لا يريد أن يسمع خطة العمل بل يريد أن يري عمل الخطه. الشعب لا يريد أن يسمع أن الإسلام هو الحل، بل يشتاق أن يري الحل في الاسلام، الشعب لا يريد من سيحكم مصر بل يريد من ستحكمه مصر.

هذه هي طلبات شعبكم وهذه هي آماله، اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد.  

هناك 9 تعليقات:

  1. Well done ya Diaa
    KEEP ON
    but I have the right to have different perspectives on some points

    ردحذف
  2. لقد أصبت كبد الحقيقة .. ياريت قيادات الإخوان يضعوا نصب أعينهم هذا الكلام ممن يدفعه حبه لهم لأن يتقدم بهذه النصيحة في هذه اللحظة التاريخية الحرجة وأحسب أن جلهم مخلصين

    ردحذف
  3. رائع ومبدع..
    كلام جميل أتمنى أن يعيه الإخوان وغير الإخوان.

    ردحذف
  4. أنا واحد من كثير من الإخوان الذين طالتهم يد البطش الغاشمة في السنوات الماضية كنت أود أن توجه ياسيدي كلماتك هذه إلى كل محب لهذا الوطن لابد أن يستشعر له دور في هذه المرحلة الحرجة في تاريخ الوطن وأن تستنهض همم كل المصلحين للمشاركة في حمل الأمانة لإن الإخوان كما أعلنوا لن ينفردوا بالساحة وإنما الحمل يحتاج كل المواطنيين الشرفاء أن يدلوا بدلوهم وأن يساهموا في حل مشاكلنا ولاتتوهموا أن الإخوان لديهم عصا سليمان وأن المطلوب منهم أن يحلوا مشاكل أكثر من ستين سنة في بضعة أشهر بمفردهم ولكن الأمر أكبر من ذلك بكثير نحتاج إلى كل مصري ليساهم في بناء مصرنا يدا بيد

    ردحذف
  5. كلام جميل و رصين و رزين اتمنى ان يصل للاخوان و السلفيين و الجماعة الاسللامية و كل التيار الاسلامى

    ردحذف
  6. أعجبنى الكلام بالنسبة للدين ... بأن يحاول التيار الأسلامى بكل طوائفه ومعه الأزهر الشريف الذى همش النظام البائد دوره توضيح الفكرة الإسلامية الصحيحة لشعب مصر فى الداخل والعالم كله فى الخارج وأن تكون هناك التجربة المصرية كما كانت التجربة التركية ... ولكن أختلف معك فى حمل هم هذا الوطن لابد أن يكون الكلام فيها موجه الى عموم هذا الشعب العظيم القادر على تغيير وجه مصر بأكملها

    ردحذف
  7. انا من الاخوان وانا نعك في كل كلمة

    ردحذف
  8. وجهة نظري الشخصية أن الإخوان و كل التوجهات ذات المرجعية (الدينية) بعد ثبوت مدي قدرتهم علي التواجد الفعلي في الشوارع و بين العامة من الناس و عدم تضييع الوقت في الفراغ الإفتراضي (و هو ما لم يعيه اي من الفرقاء الأخر) - أنهم من حقهم البحث عن التمثيل البرلماني لهم كفئة من المجتمع, و هو توجه كنت شخصيا سوف إباركة, لكن ما هو صائر و ما يرعب و يفجر المخاوف عند كل من له عقل مفكر هو - لماذا هذا الصلف في إعتقادكم أنكم من حقكم فرض ايديولوجياتكم علي الآخر (أي كان هذا المدعو بالآخر) فانا لست إخوانيا و لي أصدقاءا مقربون منهم و لكني لم أرغب قط أن أكون منهم, فلماذا يجب علي أن أدين بدينهم أو أكون خارجا عن الملة (و أنا لا أتحدث عن الإسلام) بغض النظر عن نظرة السلفيين لنفس الأمر فكل من ليس منهم فهو خارج عن ملة الإسلام,,,
    انا مصري مسلم وسطي و أدعي أني أؤمن بالفكر الليبرالي و هو تقبل الآخر أيا كان الآخر (في حدود عدم تعديه علي حرية غيره) و لن أقبل أبدا أن يفرض علي أي فكر (حتي و إن كان سلفيا)...
    و في إعتقادي أن الكثير من المصريين لم و لن يطلبوا أبدا ان يهديهم (أخ) مطلق للحيته و يرتدي السروال,,
    فهذه كانت ميزة المصريين علي مر التاريخ (وسطيتهم)....

    ردحذف
  9. المهم اللي يقرا و يعي و يصحح اخطائه لان العمل في لسر غيرالعمل في العلن و التعاون مع باقي الاحزاب ذات المرجعية الدينية المعتدلة مثل الوسط و التيار المصري واجب بدلا من الفرح بعدة مقاعد كانه ماتش كورة

    ردحذف