خبر صغير، قد يبدو غير ذو قيمة مطلقاً، قد لا يشد انتباهك، لكنه في منتهي الأهمية:
منتخب الشباب يلاقي منتخب أثيوبيا في مباراة ودية يوم 26/5 (يوم منظمة الوحدة الأفريقية).
ليه مهم:
هناك مشكلة كبري وخطيرة تهدد أمن مصر القومي وهي منابع أعالي النيل. في ظل الغيبوبة التي كان يعيشها نظام مبارك علي مستوي أمن مصر المائي الإستراتيجي تسللت اسرائيل إلي دول حوض النيل وبذلت مجهودات مضنية للتقارب معهم، ولكن كان هناك رفض ومقاومة لهذا التقارب نظراً لرفض هذه الدول للكيان الصهيوني (احقاقاً للحق فهذه من احدي حسنات جمال عبد الناصر، وقبل ما حد يشتم أنا مش ناصري) المهم دخلت اسرائيل من مدخل حب هذه الدول لكرة القدم فقامت بانشاء مدارس تعليم الكرة وأتفقت في ذلك مبالغ كبيرة وبشطارة اليهود التجارية استطاعوا تبني المواهب الصغيرة واستقطابها وتعليمها في اسرائيل، ثم بيعها للأندية الأوروبية بأثمان باهظه عوضتهم غالباً عما صرفوه. وطبعاً كلنا يذكر اللاعب الغاني الشاب " جون بنتسيل" الذي كان يخرج علم اسرائيل من جوربه عند احراز منتخب غانا هدفاً في مونديال ألمانيا 2006 !! وسط ذهول الجمهور العربي.
وربما يذكر بعضكم الحادثة المهينة التي حدثت في ملعب أديس ابابا في مباراة الدور قبل النهائي بين مصر وغانا في بطولة أفريقيا للشباب سنة 2001 حيث قام الجمهور وأدار ظهره عند عزف السلام الوطني المصري!! بل وحدث ما هو أسوأ سلوكاً من ذلك!! تبع ذلك الإختراق الرياضي الاختراق الاقتصادي، عن طريق المساعدات في بناء المدارس وخزانات المياة والمولدات وحفر الآبار حتي حدث الاختراق التام سياسياً وأمنياً وأصبحت اسرائيل تلعب في هذا المجال بحرية تامة.
للأسف كل التقارير والتحذيرات تحذر من أزمة خطيرة في الامدادات المائية اذا استمرت اسرائيل في مخططها ببناء السدود علي منابع النيل في اثيوبيا وأوغندا. ولولا قيام الثورة وتحرك المجلس العسكري وقتها لفتح قنوات الحوار مع هذه الدول لاستمر مسلسل الخنق المائي مستمراً.
الآن يجب أن نصلح ما أفسده مبارك ورجاله، الآن يجب أن نحاول إعادة مكانة مصر الأفريقية وزعامتها وعلاقاتها بدول حوض النيل، المشوار طويل ويحسن أن نبدأه من هنا: كرة القدم، شغف الأفارقة وحبهم الأول والأخير والبقية تأتي.
فقط أرجو أن يكون هذا الخبر وراءه دراسة وسياسة وأجهزة مخابراتنا المصرية وجهات أمنية وسيادية لتكملة المشوار، والا يكون مجرد صدفة واجتهاد وخالتي وخالتك واتفرقوا الخالات... لأن لا خالتي ولا خالتك هايلاقو بق ميه في خلال العشرين عاماً القادمة.
كلمة أعجبتني جداً لأحد النقاد الرياضيين " أمن مصر يبدأ من المعادي" يقصد بذلك القرية الأوليمبية المصرية، حيث يمكن استضافة اللاعبين الأفارقة واعاشتهم وتبنيهم كما تفعل مدينة البعوث في الأزهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق