صلاة الخوف، صلاة شرعها المولي جل وعلا في حالة لقاء العدو، فينقسم الجيش إلي جماعتان، جماعة تصلي وهم يحملون السلاح وجماعة أخري خلفهم تقف لتحرس، ثم تأت طائفة أخري لم يصلوا فاليصلوا معهم ويتبادلون الأدوار:
{ وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً }
جاءت هذه الآية بخاطري وانا أري حالنا الآن في مواجهة عدو خبيث غادر كذاب ومراوغ.
ألهمتني الآية بما يجب أن نفعله الآن وهو أن يقف كل منا في ظهر الآخر مسانداً وأن نوحد هدفنا مع اليقظة الشديدة واستعدادنا التام لرد أي عدوان علي حريتنا ومكاسب ثورتنا.
الإخوان وباقي القوي السياسية تمكنوا من البرلمان، الآلة الشرعية الوحيدة في أيدينا الآن، فاليقوموا بحمايتها وتفعيلها، ولتقم طوائف الشعب وتخرج في الميادين لتعلن في سلميتها أننا لن نفرط في حريتنا ولا مطالبنا ولا دماء شهدائنا وتعلن وفاة الشعب المصري اللذي عرف بذلته وتبعيته للفرعون، وتعلن ميلاد شعب جديد لا يتخلي عن كرامته وحقوقه ويعلن سقوط آخر أسرة من أسر الفراعنة للأبد.
فعل الإخوان خيراً بتواجدهم لتأمين الميدان وان كنا نتوقع منهم أكبر من ذلك، لكن حين نضيف هذا التحرك مع تصريحات الكتاتني المباشرة بتعهد المجلس بالقصاص للشهداء قد تضح الصورة وهي أن الإخوان يميلون ناحية الإرادة الشعبية الآن وفي سبيلهم لمجابهة المجلس، دعوني أخبركم بملخص للقاء تم بين شباب الثورة وبعض رموز المجتمع المصري في منزل السفير المصري بدبي:
الحقيقة استمتعنا بتحليل والد السفير نفسه للكثير من الأحداث والخلفيات التاريخية، السفير كان موقفه محايد وكان دوره إداري للجلسة أكثر منه مشتركاً في الحوار. أدار الحوار عاشق مصر الزميل محمد عمر.
جاء هذا اللقاء المغلق للوقوف علي رأي رموزنا ورؤية شباب الثورة حضر اللقاء الشيخ عمر عبد الكافي والدكتور حازم عبد العظيم والكاتب وائل قنديل والدكتور عبد الله الأشعل، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية والأستاذ أحمد الدروي مرشح حزب الثورة مستمرة والفنان إيمان البحر درويش.
الاستاذ وائل قنديل احد الكتاب المحترمين اللذي كانت كتاباته منذ قيام الثورة وحتي الآن واضحة الرؤيا ولا تداهن، وائل قنديل من القلائل اللذين يرفضون بيع "القلم" وتدجين الكلمة، ليت الإخوة الملتزمين يقرأوا له بحياد ويتقبلوا نقده للتيار الإسلامي فهذا الرجل لا ينتقد عداوة ولا حقداً، انما ينتقد لأنه يريد الأفضل لبلاده.
الدكتور عبد الله الأشعل، ككل مرشحي الرئاسة المحترمين، ألقي بكامل اللوم علي المجلس فيما وصلنا إليه الآن
الحقيقة فاجأني ايمان بموقفه الثوري القوي وفاجأنا جميعاً بخفة دمه الشديدة اللتي وصلت لحد المسخرة.
أجمع الحضور كلهم علي الآتي:
المجلس أخطأ أخطاءاً فادحة ويحملونه نتيجة المشاكل اللتي نعيشها الآن
معظمهم لا يعتقد أن المجلس سيترك السلطة بسهولة، لكنهم كلهم يجمعون علي وجوب وقوفنا معاً للمطالبة برحيل المجلس عن السلطة وأن هذا هو السبيل الوحيد للخلاص وبدونه سينقلب المجلس علي الشرعية وسينكل بالثورة والثوار
- معظمهم أعرب عن احترامه لنتيجة الإنتخابات مع التحفظ علي ادرارتها وتجاوزتها وأبدوا الرغبة في إعطاء الإخوان الفرصة والتعاون معهم ودعمهم في حال انحازوا للشعب في مواجهة المجلس.
- معظمهم اتفق أن الإخوان لو لم ينحازوا للشعب سيطيح بهم الشعب في الانتخابات القادمة وأن الشرعية الوحيدة الآن هي الإجماع الشعبي.
- كان واضحاً جداً إصرار الثوار علي مطالب الثورة وعدم التفريط فيها.
- أعلنا رفضنا حضور الإحتفالية اللتي تقيمها السفارة بمناسبة ذكري 25 يناير لسبب بسيط جداً وهو أن ثورتنا لم تتكتمل حتي نحتفل بها، فاعتذرنا بلطف عن الإحتفال وأعلنا أن "الثورة مستمرة"
كلنا يجب أن يؤمن بشيء واحد وهو التوحد والإجماع علي الخلاص بمصر من براثن الحكم العسكري وذلك من أجل الأجيال القادمة، الآلاف الآن يبيتون في التحرير ليستيقظوا مع شمس الصباح للمطالبة بما طالبنا به منذ عام مضي:
عيش، حرية، عدالة إجتماعية ، القصاص لدماء الشهداء وإنذار المجلس والقضاء علي أي اوهام قد تساوره للالتفاف علي الإرادة الشعبية واغتصاب ولو جزء منها، فالنقف جميعاً لنثور ثورة الخوف ولا نغفل عن سلاحنا الا وهو وحدة الكلمة، ولا نحيد عن ذلك فعدونا يتمني اللحظة اللتي نغفل فيها فيميلون علينا ميلة واحدة.
عاشت الثورة وتسقط أوهام العسكر.
اتذكر قول احد شباب الثوار (اللي شكلهم بيئه بتصنيف الاعلام المصري) و هو يقول ان اي مكاسب بتتحقق لازم بيكون قبلها دم بيطرطش و ادينا مستنيين الدم اللي حندفعه قبل انتخابات الرئاسة - للاسف مش قادر اصدق الاخوان ان الحياة بمبي و نصبر شوية لحد شهر 6 و المجلس حيسلم السلطة علي طبق من فضة و لا انت ايه رايك؟
ردحذفالدم اللي قلنا عليه انه حيطرطش اهو ملا الدنيا علشان نحدد ميعاد انتخابات الرئاسة
ردحذف