لم تركع مصر بل أنتم الراكعون
أنتم من بعتم الهوي في مواخير المجون
ورفعتم الرايات الحمر فوق الوطن المسجون
وشربتم نخب الدياثة ملئ البطون
ورقصتم فوق أشلاء الكرامة، هل تستحون؟
ذبحتم الحلم ولطختم بدمه عرضة شرفكم المصون
أتغتالون البسمة فوق الشفاه الظمأى ثم تسبحون؟
وتريقون الدم الزكي في كل الدروب وأنتم محرمون؟
يدكم علينا بالسياط وعلي العدا كف حنون؟
تتوعدوهم بالجزاء صباحاً وأنتم منذرون
وفي العشي تعطون الجزية عن يد وأنتم صاغرون؟
إبليس هاجر بعد أن باعكم كل الفنون
وقال ليس لي حكم هنا، أنتم ستحكمون
منبر النار ولجام لظي ملك لكم، أنتم ستخطبون
أنتم فعلتم ما ليس لي قبل به، فنعم المبدعون
أيا أقزام الزبد تباً لكم فغداً جفاءاً تذهبون
وغداً ستحيا أرضنا ويمكث فيها النافعون
مصر الأبية وإن هانت عليكم، فعلي أبداً لن تهون